العرب وأيران.. خندق واحد أم خندقان ؟.
شاكر عبد موسى
عندما يتعلق الأمر بإيران، ينقسم العرب اليوم إلى مجموعتين، مع هجمات عنيفة، وانقسامات حقيقية، وفوارق واضحة.
الفريق الأول : يرى في إيران الوجه الآخر للشعب اليهودي، ويصفها بـ"إسرائيل الشرقية" ويحمل شعار (الشيعة أخطر من اليهود). ويعمل الفريق حالياً على ما يلي :
- نشر ما يسمى جرائم الميليشيات الإيرانية في كافة قنوات الاتصال ومواقع الإنترنت.
- فضح وإهانة وإدانة إيران وأتباعها من الشيعة ويطلق عليهم رافضين ومشركين وغيرها.
- التحريض على الحرب ضد إيران ومحور المقاومة.
- تشفي بعضهم باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني الشهيد حسن نصر الله , وإصدار فتاوى وبيانات تنفي شهادته وتقول إنه يستحق الموت.
الفريق الثاني: يرى أن إيران قريبة من العرب واختارت من جانبها الحرب بسبب عداءها للصهيونية ودعمها لغزة ولبنان .. يعمل هذا الفريق لتحقيق الأهداف التالية :
- محو سجل الصراع مع أيران ومحور المقاومة والدعوة إلى التسامح.
- فضح واتهام من يعارض إيران وغيره من الأحزاب المرتبطة بالصهيونية والولاء لليهود واستباحة دمائهم.
- دعوات للانضمام إلى محور المقاومة الذي تقوده إيران وأخواتها وشن حرب ضد الصهاينة والمعارضين لإيران .
- شعارهم : جعلوا الأمين العام لحزب اللبناني شهيداً بأسماء (شهيد القدس وسيد الشهداء) وغيرها، وتمجيده وتكريسه مع غيره من أتباع إيران البارزين.
وكل مجموعة متعصبة لآرائها، مما يصب الزيت على النار ويجعل من هذه "الأختلاف" أول وأهم أعمالها.. وللتوضيح أقول :
هذا الانقسام هو "مطلب قوي" للكيان الصهيوني وأمريكا وللغرب المسيحي، العدو الأول للمسلمين، وفي مقدمته أمريكا حامية المنظمة اليهودية, وهذا التقسيم لا يخدم إلا مصالح أعداء العرب والأسلام، وهذه حرب تم التحريض عليها لإخراج اليهود من الورطة والبؤس في الحرب مع المسلمين.
ولذلك فإن إثارة الفتنة بين المسلمين تحت أي غطاء، مثل "السنة والشيعة"، و"العرب والفرس"، و"المقاومين والصامتين"، وغيرها، هو بوابة لأضعاف العرب والمسلمين، وهو عمل شرير وشيطاني يخدم أعداء العرب، ويضر بالمسلمين، ولا ينفعهم .
إن «شيطنة إيران» مشروع دعمه الغرب لعقود من الزمن، مما جعل أسرائيل، تتباهى بأنها تشن حرباً على ست جبهات متواصلة مع غزة ولبنان وسوريا واليمن والفصائل العراقية وأيران.
وفي هذا الإطار جاءت أغنية “وين الملايين” لـ ( جوليا بطرس, سوسن الحمامي , أمل عرفة )، فهي وإن كانت ليبية الكلمة واللحن، فإنها أصبحت أيقونة البطولة والنضال، لفلسطين خاصة وللوطن العربي عموما.
وعندما اندلعت انتفاضة الحجارة في فلسطين في ديسمبر,كانون الأول/1987تفاعل معها كاتبها المبدع الكيلاني بكل عفوية واقتدار، فولدت أغنية “وين الملايين”، ونالت من الشهرة قدرا كبيرا حتى أصبحت لسان حال الانتفاضة الفلسطينية حتى يومنا هذا :
· وين الملايين؟.
· الشعب العربي وين؟.
· الغضب العربي وين؟.
· الدم العربي وين؟.