هدنة فلسطين نبض أمل
دعاء يوسف
في فلسطين، حيث تختلط رائحة التراب بالدموع، تأتي الهدنة كلمسة رحمة وسط صخب الحرب. هي لحظة يلتقط فيها القلب أنفاسه، وتشرق فيها شمس مؤقتة على أرض أرهقها الظلم. في هذه اللحظات القصيرة، تُولد أحلام جديدة رغم الألم، ويشعر الفلسطينيون أن السلام ليس بعيدًا، وأن الحرية تُشرق في الأفق.
هي فرصة تعيد الحياة إلى الأزقة المهدمة، وتعيد للطفولة ضحكتها التي خطفها الرصاص. في ظلال الهدنة، تستعيد الأمهات القوة لتربية جيل يحمل على عاتقه أمل التحرير، وتنتفض الأرض من تحت الركام لتهمس للعالم بأن الحرية قادمة لا محالة.
ورغم أن الهدنة قصيرة، فإنها تزرع في القلوب يقينًا بأن هذا السكون المؤقت سيطول يومًا ليصبح سلامًا دائمًا. التحرير ليس حلمًا بعيد المنال، بل هو وعد الله وأمل كل حرّ. سيأتي يوم تصمت فيه البنادق للأبد، وتُرفع فيه راية فلسطين عالية على أرضها الحرة، وستنبت أشجار الزيتون على الحدود، شاهدة على صبر شعب قاوم، وانتصر.
فلسطين ليست مجرد قضية، بل هي نبض حرية يملأ القلوب، وهدنة اليوم ليست إلا خطوة في طريق الحرية التي تقترب، رغم كل الألم.