السياحة الحضارية والدينية ثروة وطنية
أكرم ســالم
العراق بلد السياحة والآثار الحضارية الذائعة الصيت عالميا وقد تم ادراجها على لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو .
هوية تاريخية
كما في النمرود الاشورية قرب مدينة الموصل المتميزة بثيرانها المجنحة (لاماسو) التي تزين مداخل قصر آشور ناصربال الثاني،وزقورة اور غرب الناصرية التي تعد الهوية التاريخية الحضارية لوادي الرافدين ،ومدينة بابل موطن الحضارة البابلية المشهورة ببرج بابل وبوابة عشتار وأسد بابل ومسلة حمورابي والجنائن المعلقة ،كذلك مدينة آشور شمال العراق عاصمة الحضارة الاشورية ومدينة نفر جنوب شرق العراق ..فضلا عن السياحة الدينية التي تعدّ مقصدا للزوار من دول الجوار وجميع ارجاء العالم ،هذه الاثار الحضارية والمراقد الشريفة والعتبات المقدسة تؤهل العراق لأن يحتل موقعا سياحيا متقدما عربيا وعالميا لابد ان ينسحب على الجوانب الاقتصادية والمالية للعراق من خلال تشكيله نسبة مهمة من الناتج القومي اضافة الى ما يولده من زخم وديناميكية كبيرة للنشاطات الاقتصادية المختلفة ،وبذلك يسد خانة ملموسة كبيرة في الموقف المالي والخزينة العراقية.
هذا المحور والتوجه السياحي الحضاري قد اخذت به والتفتت اليه بكل اهتمام وجدية عالية معظم الدول اقليميا وعالميا..ولدينا وزارة الثقافة والسياحة والاثار معنية بهذا المجال الحيوي غير انها ماتزال مغلقة على نشاطاتها الثقافية ولم تنفتح الى الان على المجتمعات المحيطة بها محليا واقليميا وعالميا فالموقع الالكتروني لهذه الوزارة السياحية والثقافية والحضارية معتّم عليه بجدار فاصل على شبكة الانترنيت ولا يتقبل التواصل والاطلاع !!هذا عدا اقتصار نشاطاتها على بعض المهرجانات والنشاطات الثقافية والفنية المحلية المحدودة.
من جانب آخر فان القانون رقم 13 لسنة 2012 الخاص بوزارة السياحة والاثار مايزال ساري المفعول ويهدف الى ادارة وتوجيه ومراقبة وتطوير النشاط السياحي والاثاري في العراق بما يحقق الوظائف الثقافية والحضارية والتربوية والاعلامية والاقتصادية لغرض تحقيق التكامل الفاعل بين قطاعي السياحة والاثار مع الاهتمام بالاثار والتراث والمحافظة عليها كثروة وطنية نفيسة تتطلب التعريف والتنقيب والتطوير واقامة المتاحف العصرية والصيانة والحماية،فضلا عن الاهتمام بالسياحة والنهوض بواقعها وتطوير مناطق الجذب السياحي والمناطق الاثرية والمراكز الدينية باعتبارها رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمارات الوطنية والاجنبية فيها على نطاق الاقاليم والمحافظات..نأمل الاهتمام اللازم من قبل صانعي القرار ذي الصلة ومن خلال التكامل بين هذه التوجهات السياحية الحضارية والدينية مع النشاطات الثقافية والفنية لتحقيق الاغراض الاقتصادية والمالية الداعمة للتنمية الوطنية.