الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الناس وسعد البزاز

بواسطة azzaman

الناس وسعد البزاز

عبد الجبار الجبوري

من بلاغة العرب ،سُئِلَ إعرابيٌّ،مَنْ أسعدُ الناس،قال،مَنْ أسعدَ الناس،كنت قد ذكرت عن أول لقاء لي مع الصديق أبي الطيب سعد البزاز، كان في بداية الثمانينيات، وكان عائداً من لندن بعد إنتهاء مهمته الوظيفية ،مديراً للمركز الثقافي العراقي،أثناء ترؤسه إدارة إذاعة صوت الجماهير بعد فوزي بالمركز الاول بمسابقة الإذاعة للشعرالعراقي ،وكان اللقاء الثاني بحضور الصديقين الاستاذ الدكتور نجمان ياسين ،والشاعر الراحل أمجد محمد سعيد مدير الاعلام الداخلي في نينوى آنذاك،ثم تكررت اللقاء في بغداد أيام مرابد الشعر، وقد تسلم البزاز إدارة أكثر من مؤسسة إعلامية،الدار الوطنية للنشر والتوزيع ورئاسة تحرير الجمهورية والاذاعة والتلفزيون،ولكن لو عدنا قليلاً لأيام السبعينيات، كان البزاز ومنذ أن كان طالباً في ألإعدادية ،وجهاً معروفاً لأبناء مدينة الموصل، لأنه كان يطلُّ عليهم يومياً ،من على شاشة تلفزيون الموصل، مذيعاً بهي الطلّه، فصيح اللغة ، وبأناقة مفرطة ، يتقاسم تقديم نشرة أخبار الثامنة، مع المذيعة ريتا سورين، وكنت وبعض أصدقائي من طلاب المتوسطة ،نذهب لرؤيته، في موقف الباصات، بقرب آثار باب شمس، حيث كان يصعد معهم مهندس المرسلات عبد الستار الحمداني ،وهو يجلس في زاوية المقعد الخلفي متكأً على الشباك ، وبجانبه المذيع إبراهيم عباس وصباح ابراهيم ،وبعدها إختفى طويلاً ،ربما لغرض إكمال دراسته الجامعية في الحقوق ،ليظهر في برنامج النفط والتنمية حسبما أذكر ،وتألق البزاز في إدارته للحوارات الثقافية ، وأبرزها الحوار التأريخي مع شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري،وكانت إطلاقته العربية من لندن ،حيث وصلها من عمان ، تاركاً خلفه جريدة الجمهورية التي كان يترأسها، قبل أن (يزعل ) من الحكومة ، ويصل لندن ليؤسس جريدة الزمان،التي تضاهي الآن كل الصحف العربية في العالم،ثم بعد الاحتلال ، عاد الى العراق، ليعلن إنطلاق مؤسسة قنوات الشرقية ،وهكذا تربّع على عرش الصحافة والاعلام، فهو وزارة ثقافة واعلام تمشيان على الارض، ويحق لنا أن نطلق عليه الآن –إمبراطور الصحافة والاعلام،مايهمني هنا ليس ما وصل له من مكانة بارزة في الاعلام العربي والعالمي، بكفاءته وخبرته وعبقريته الاعلامية ،وثقافته الموسوعية ،التي لم يصلها أي صحفي وإعلامي عربي ،نعم مايهمني هنا هو الجانب إلإنساني في كل سيرته الاعلامية، التي وظفها لخدمة الناس الفقراء،فيسميه أهل العراق، ب(أبو الفقراء)،وهذه الميزة واللقب لم يحصل عليه سوى القلائل ،ممن وضعوا امكاناتهم  وإمكانياتهم المادية في خدمة الفقراء والمعوزين، فأبو الطيب سعد البزاز، يعدّ بحق أبو الفقراء،ومواقفهم التي لاتعدّ ولاتحصى،في توفيربناء مساك لآلآف الفقراء،في عموم محافظات العراق، ودواء لآلاف المرضى ، وعمليات جراحية بالغة الكلفة لآلاف المرضى،وتحقيق أحلام الآف الشباب في الزواج وفرص العمل،وتكريم المبدعين العراقيين بقلادة الابداع،ودفع الملايين لمحتاجين ضاقت بهم سبل العيش، ناهيك عن دعم الفقراء من خلال برنامج فطوركم علينا، وغيره الاف المواقف، التي عجزت الحكومة من تنفيذها،تجاه الناس المعوزين ، كل هذا كان لسعد البزاز الدور الابرز ، دون ان يكل أو يمل، بل يتصل بالفقراء والنساء الارامل، ويقول لهن (أنا أخوكنّ إبشري)،ولا أنسى موقفه في فاجعة العبارة ، حيث إتصل بي لنصف ساعة، والدمعة على طرف جفنه، مواسياً لي بمحنتي، ومعزياً لشهداء العبارة، بلى كان أخاً وصديقاً وفياً ، لم تشغله إعماله عن الوفاء لأصدقائه، ومازال شلال محبته وجزالة  عطاياه تهطل على الاصدقاء والفقراء، بلا منّة ،بل بأريحية، ورضا ضمير، لم نعهده في غيره،إنه البزازسعد الذي أسعدَ كل أصدقاءه ،ممن تسعفه ذاكرته المتقدة بالتواصل معهم، ومدّ لهم يدّ العون والمساعدة والسؤال عن احوالهم،إنه صادق العهد والوعد، فإستحق بجدارة لقب(أبو الفقراء)، تحية لأبي الطيب سعد البزاز ، وهو يشق مشاوره الاعلامي والصحفي البارز،في صدارة الاعلام العربي من خلال قنوات الشرقية ،وجريدة الزمان الدولية ، والذي يفتخر به كل عراقي.... سعد البزاز علامة إعلامية وصحفية عراقية بإمتياز.


مشاهدات 91
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2025/01/20 - 12:14 AM
آخر تحديث 2025/01/20 - 2:55 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 317 الشهر 9266 الكلي 10199231
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير