قاضية: السرقات أكثر قضايا الأحداث
(كلام الناس) في حلقة إستقصائية عن دار تأهيل الذكور
بغداد - سعدون الجابري
في حلقة استقصائية من برنامج (كلام الناس) الذي تعرضه قناة (الشرقية )، توجه البرنامج الى دار تأهيل الذكور بعد ان كان دار تاهيل الاناث القاصرت محور حلقة سابقة. وقال معد و مقدم البرنامج علي الخالدي لـ(الزمان): (في الحلقة السابقة تحدثنا عن ملف البنات القاصرات المشردات بعدها صورنا حلقة إستقصائية بجزء ثاني عن قضية الذكور الأحداث المشردين من عوائلهم، والأبناء هم ضحايا المخدرات والأسر المتفككة هؤلاء الأطفال يولدون في بيئة غير صالحة لتربية أبناءها و بناتها على حد سواء، هؤلاء الأطفال الضحايا يتعرضون للأغتصاب خصوصاً البنات، والأولاد منهم يجبرهم بعض الآباء بالأعمال الشاقة لغرض جلب الأموال لهم، ومن لم يجلب على أقل تقدير 25 الف دينار باليوم الواحد، يتعرض للتعنيف والطرد من البيت و يبقون مشردين بالشوارع)! مضيفاً (الكثير من الأطفال الضحايا هم مظلومين ويعنفونهم أباءهم، لذلك نرى الأولاد والبنات يتشردون من بيوت أهاليهم، لتلك الأسباب التي ذكرتها، ودخلنا في دار تأهيل الذكور وهو الوحيد في بغداد وسنفتح هذا الملف المهم والمحطة الأولى ورشة الحلاقة للأحداث). وقال أحد الحلاقين في هذه الورشة (أنا تعلمت مهنة الحلاقة بالدار والآن أمارس مهنتي المفضلة الحلاقة لأخوتي الأحداث في الدار)، وأكد أنه يدخل الدار للمرة الثالثة ومضى عليه أكثر من سنة وقبلها بقي في الدار خمسسنوات، بسبب إنفصال أمه عن والده وهو كان طفلاً حاول أن يببقى عند أمه لكن والده رفض وأبقاه معه، وأمه تزوجت، وأبية هو الآخر تزوج وهو بقى تحت مطرقة والده وزوجته، وقرر الهروب من والده للخلاص منه كونه قاسي معه، والقي القبض عليه من قبل الشرطة وتم جلبه لدار تأهيل الذكور في بغداد بقرار قاضي التحقيق. وروى لنا طفل آخر قائلاً: أنه الآن عمره 15 سنة وفي أحد الأيام والده كان محتسي الخمر، جاء لأبنه يريد ينتقم منه رفعه من الأرض والقاه في ساحة البيت، سبب له كسر في ساق رجله اليسرى مع عدة جروح، وتم نقله للمستشفى من قبل بعض الجيران الذين فزعوا لإنقاذ الطفل بعد سماعهم البكاء والصريخ، وفي المستشفى تم وضع البلاتين بمكان العظم الذي تهشم من شدة ضربته لأبنه بالأرض، وبعدها قام بوضع السكين وهي حامية بالنار على يده وأثارها موجودة، وهرب من بيت أهله بسبب التعنيف المستمر، لكن دورية النجدة سلمته لدار تأهيل الذكور المشردين منذ أكثر من سنة، ومرة واحدة زاره والده ورفض الخروج من الدار معه خوفاً من تعنيفه مرة ثالثة. موضحا ان والده طلب منه العيش عند بيت عمته كون أمه متوفية، وكان عمره 13 سنة يجبره العمل حمال يدفع عربة للحمل، ويجمع المبالغ و يسلمها لوالده و يقوم بشراء الخمر.
حكم قضائي
□ بعد ذلك انتقل فريق البرنامج الى محكمة الأحداث ولقاء رئيسة المحكمة القاضية نوال صبري و سألناها هل هناك حكم على المشردين الأحداث؟
- أجابت القاضية: بالنسبة للأحداث الذكور أو الإناث لا يوجد حكم قضائي عليهم كل شخص من الأحداث يفتح له ملف و يعرض على القاضي، و تكون عليه متابعة من قبل الباحث الإجتماعي.
وبينت القاضية: (أكثر قضايا الأحداث هي السرقات بحيث يومياً تصلنا قضيتين أو ثلاث (سرقات)، و حالات قليلة تصلنا حسب المواد 405 - و406 القتل و كذلك قضايا مشاجرات وفق المادة 413، أيضاً هناك قضايا إطلاق النار على الدور وفق المادة 430، و قليل من قضايا المخدرات وحالات السرقات تحال لمحاكم الجنح والجنايات).
و أشارت رئيسة المحكمة (كما تعلمون القضاء العراقي مستقل ولا علاقة لنا بالمنظمات الدولية أو الإنسانية، ولن نسمح لهم التدخل بشؤون المحاكم، لكن هناك بعض المنظمات تقوم ببناء دور الدولة و تزويدهم ببعض المستلزمات) واكدت (هناك تدابير سالبة للحرية وتدابير إحترازية وأقصى حكم عليه هو 15 سنة وأقل عقوبة هي 6 أشهر، أما هناك أحكام تصدرها محكمة الجنايات تحكم من 5 - 15 سنة، والتدابير الأخرى للحدث مراقبة السلوك وهي مساعدة له، وأكثر الأحكام على الطلبة هي جرائم الإبتزاز الألكتروني التي تم إرتكابها، وأنا في المحكمة أقرر مراقبة السلوك على الطالب لمدة سنة، كون الحبس يؤثر على الطلاب ويضيع مستقبلهم، وعقوبة مراقبة السلوك هي شهرية وعلى الطالب المحكوم بالمراقبة أن يأتي للمحكمة ويقدم للباحث تقرير يؤكد أنه مستمر بالدراسة، وأي تغيير لعنوان بيته عليه أخبار المحكمة ويكون ملزماً بالشروط التي فرضتها عليه المحكمة، بعدها نصدر قرار بأنتهاء المراقبة وإذا خل الطالب بقرار الحكم المحكمة تقوم بأصدار حكم مناسب عليه).
□ وتحولنا لإدارة الدار وسألنا مديره أحمد رحيم عن عدد المستفيدين من الأحداث في الدار، و هل بالنية توسعة أو بناء دور جديدة في بغداد والمحافظات وماهي شروط قبول دخول الأحداث للفتيات وللذكور؟
- أجاب قائلا (عدد المستفيدين في دار تأهيل الذكور المشردين هو 77 حدث وأعمارهم تتراوح من 9 - 18 سنة، يحالون للدار بقرار قضائي والباحث الإجتماعي يرفع تقرير عن كل حدث للمحكمة المختصة، والتي هي تقرر مصير الحدث، وطريقة الحفاظ عليه في الدار). وأوضح رحيم (نحن نستقبل الأحداث وفق المادة 24 و 25 و 26 ممن تجلبهم دوريات النجدة، بعد القبض عليهم ويتم تسليمهم لهذا الدار وهو الوحيد بالعراق الذي يستقبل الأحداث المشردين، ومحكمتي أحداث الكرخ والرصافة تحولان قضايا الأحداث لكلا الجنسين لداري الذكور و الإناث). وأشار مدير الدار (أن هدفنا الأساسي هو تعليم الأحداث كونهم يفتقرون التعليم خارج الدار، وتم تأسيس مدرسة متكاملة بالدار بالتعاون مع وزارة التربية ووزارة العمل والشؤون الإجتماعية). مضيفاً (الطاقة الإستيعابية للدار 75 حدث لكنة غير كافي لأستيعاب حالات أكثر، وقبل فترة أصبح العدد الكلي للأحداث في الدار 95 حدث، نحتاج للتوسعة وبناء دور جديدة في بغداد والمحافظات) لافتاً (لدينا برنامج ترفيهي وتعليمي ورياضي ومنها ورش وبرامج تثقيفية، أما أعداد الباحثين لكل وجبة عمل ثلاثة باحثين موزعين على ثلاثة خفارات خلال 24 ساعة، نحتاج إلى طبيب نفسي كون الدار منذ أكثر من سنة لايوجد طبيب فيها كون نقل لمكان آخر ولم نعوض بطبيب آخر، عندنا طبيب أسنان يزورنا كل يوم ثلاثاء وطبيب الباطنية يأتي كل يوم أحد وأربعاء). فريق البرنامج ضم كل من: الأعداد والتقديم: علي الخالدي، مخرج ميداني ومدير تصوير: عمر الجابري، تصوير: حسين الخفاجي وحسين عصام، درون: عبود رحيمة، المتابعة الصحفية: سعدون الجابري، م. إضاءة: مصطفى الموسوي، مونتاج: عمر مظفر وأدريس الكعبي.