آلاف النازحين يعودون إلى منازلهم بعد 15 شهراً من حرب مدمّرة

شاحنات المساعدات الإنسانية تدخل غزة إثر سريان إتفاق وقف النار

غزة-  الزمان

دخلت شاحنات المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة عبر منفذ كرم أبو سالم، مع بدء تنفيذ اتفاق وقف النار بين فصائل المسلحة الفلسطينية وتل ابيب أمس، الذي شهد اطلاق سراح ثلاث اسيرات اسرائيليات. وقال بيان امس إن (شاحنات المساعدات الانسانية باشرت بالدخول الى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع). من جهتها، اكدت وزارة الداخلية في غزة أمس إن (أجهزتها ستبدأ انتشارها في القطاع، فور دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ)، وأضافت ان (الأجهزة الأمنية على استعداد تام لتنفيذ الاتفاق من خلال الانتشار في جميع المحافظات ومدن القطاع). وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، أن اتفاق غزة يمثل تطورا مهما في المنطقة. وبعد 15 شهرا من حرب مدمرة، أعلنت إسرائيل امس، دخول وقف النار مع حماس في قطاع غزة، حيز التنفيذ بتأخير نحو ثلاث ساعات بسبب تأخر حماس في تسليم قائمة بثلاث اسيرات يفترض الإفراج عنهن خلال النهار.وقبل يوم من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يحيي تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه، آمال إحلال سلام دائم في غزة، ولو أن إسرائيل احتفظت بحق استئناف القتال. وبعدما كان من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل، ضربات جديدة على القطاع أوقعت 8 شهداء، بحسب الدفاع المدني.غير أن الحركة أعلنت بعد ذلك أنها (سلمت قائمة الأسماء للوسطاء المصريين والقطريين). فيما أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان امس انه (تسلم القائمة). وفي الدوحة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان أمس (بدء وقف إطلاق النار)، مشيرا إلى (تسليم أسماء الاسرى الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم للطرف الاسرائيلي، وهن ثلاث مواطنات إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى الجنسية البريطانية). ومع بدء وقف إطلاق النار، بدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم، واكتظت الشوارع الرئيسة في مدن القطاع المدمر بأعداد غفيرة من المواطنين العائدين إلى مناطقهم ولا سيما في الشمال سيرا على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم. وكان نتنياهو قد أعلن اول امس، أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أمريكي، متعهدا إعادة جميع الاسرى المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى منازلهم. وشدد نتنياهو على أن (المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما هي وقف إطلاق نار موقت)، وتابع (إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة)، وأشار إلى أن (إسرائيل غيّرت وجه الشرق الأوسط منذ بدء الحرب). بدوره، حذر وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر من استمرار عدم الاستقرار الاقليمي اذا بقيت حماس ممسكة بالسلطة في غزة. وأعلن حزب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير (استقالته من الائتلاف الحاكم احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه مشين وبمثابة استسلام لحماس). في تطور، أعلنت حماس، أنها تنتظر أنّ تسلم إسرائيل قائمة تحتوي 90 اسما لمعتقلين من نساء وأطفال، الذين من المقرر الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق. وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 اسيرا محتجزا في غزة. في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية. في وقت قالت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، أن تل ابيب ستطلق أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 اسيرا إسرائيليا في المرحلة الأولى من الهدنة. وبحسب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضا انسحابا إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة. الى ذلك، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية، برغم الحظر الإسرائيلي لها الذي يدخل حيز التنفيذ في نهاية كانون الثاني الجاري. ودعا البابا فرنسيس إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين إسرائيل وحركة حماس. وحض الحبر الأعظم في بيان أمس على (تكثيف المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر وإطلاق سراح الاسرى المحتجزين فيه).