أربع مقاربات تعزّز إنضمام العراق للنظام الدولي الجديد
الحكيم: الدفاع عن القيم الوطنية محور تحقيق التنمية الشاملة
بغداد - ابتهال العربي
استضاف ملتقى بحر العلوم للحوار٬ الخبير في الإدارة الاستراتيجية٬ محسن عبد العزيز الحكيم٬ ضمن ندوة نقاشية تحت عنوان موقع العراق في النظام الدولي الجديد٬ بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والأكاديمية٬ وممثلين عن مراكز البحوث والدراسات. وتولى إدارة الحوار في الندوة المدير التنفيذي للملتقى٬ علي الغريفي. وناقش الحكيم في محاضرته التحولات السياسية والصراعات الدولية الراهنة مشيراً الى (أهمية التحالفات الاستراتيجية في تعزيز مكانة الدول ضمن ملامح النظام العالمي الجديد)٬ مسلطاً الضوء على (عناصر تحقيق مصلحة الدول محددا خمسة عناصر جوهرية لاغنى عنها في مسار تحقيق المصلحة العامة٬ وهي السيادة الوطنية وحدة الأراضي القوة الاقتصادية القدرات العسكرية الاستقلال السياسي)٬
تنمية شاملة
واكد الحكيم ان (الدفاع عن القيم الوطنية يمثل محورا أساسيا لتحقيق التنمية الشاملة التي تعتمد على التكامل بين الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية)٬
محدداً مراحل تطور مفهوم الدولة في (مفاهيم سياق التحولات الكبرى التي شهدها التاريخ٬ مثل إزالة جدار برلين الذي أدى الى تغييرات جوهرية بالنظام الدولي٬ وتاثير هذه التغييرات على أوروبا والعالم)٬ ولفت الى (النموذج الصيني باعتباره مثالا حيويا للدراسة٬ فتمثل الصين حاليا نسبة 30 بالمئة من اجمالي الإنتاج العالمي مع صادرات تبلغ قيمتها نحو 3.6 تريليون دولار لاغلب دول العالم)٬ مبيناً ان (الصين تسعى لتحقيق أهدافها التنموية عن طريق مشروع الحزام طريق الحرير بحلول عام 2049 الذي خصصت له 3 تريليون دولار٬ ويشمل 139 دولة٬ كما تركز الصين على بناء القوة والثروة عبر استثمارات ضخمة في الجانب العسكري وتوسيع التحالفات الدولية مثل تحالف شانغهاي وبريكس)٬
كما استعرض الخبير (مقاربات للتحالفات المستقبلية التي على العراق الإفادة منها في النظام الدولي الجديد)٬
كما تحث عن (قضايا الطاقة وطرق النقل العالمية)٬ داعياً الى (خلق تعاون دولي لتحقيق التكامل بدلا من التنافس٬ وإيجاد رؤية اقتصادية قادرة على فرض مكانة العراق وفق موقعه ومكانته بما يحفظ سيادته)٬
وقدم الدكتور رؤية تفصيلية عن (كيفية بناء دولة حديثة قائمة على الطموح الوطني والفرص المتساوية والتعليم والتعددية)٬ مشددا على ضرورة ان (يعمل العراق على تعزيز موقعه عبر استثمار موارده وموقعه وثرواته٬ وبما يحفظ سيادته ونظامه السياسي٬ الى جانب طرح الخبير رؤية تفصيلية تبين أهمية بناء دولة حديثة قائمة على الطموح الوطني والفرص المتساوية والتعليم والتعددية٬) وشهدت الندوة مداخلات عديدة نوهت الى (أهمية استمرار الحوارات الفكرية والدراسات الاكاديمية٬ لاستشراف رؤى علمية تدعم صناع القرار في تحديد مسار المستقبل للعراق٬ ضمن خارطة النظام العالمي)٬
مصلحة وطنية
وأوضح الحكيم علاقة التنمية بالامن القومي قائلا انه (بتحقيق المصلحة الوطنية التي تحمل السيادة والاستقلال والردع العسكري ووحدة الأرض يتحقق الامن القومي)٬ وأضاف انه (من الواجب مواجهة التهديدات الخارجية برؤية سياسية واستراتيجية واضحة٬ لتجنب الوقوع في أي ازمة قومية)٬ واقترح اربع مقاربات من (اجل للعراق والعالم الإسلامي تجاه النظام الدولي الذي يراد تشكيله٬ وتتمثل في التقارب الديني٬ الاشتراك بالحروب والويلات والمصالح المشتركة٬ المصلحة الوطنية والتي تقتضي تحديد موقف الدولة دون الوقوف مع جهة معينة فقط٬ والأخيرة ضرورة المشاركة الفاعلة في المشروع الحضاري الإسلامي٬ وان يكون لدينا نوع من الاستقلالية والتعامل مع الأطراف الدولية وفقاً لاهدافنا ومصالحنا)٬ مشيراً الى ان (ذلك يتعلق بعدة عوامل تحدد مستقبل العالم أولها الاعتماد على الطاقة٬ مسارات وطرق ومشاريع النقل والتجارة العالمية مثل الحزام والطريق وطريق التنمية٬ مقدار الحضور الإنتاجي على مستوى العالم). وتابع ان (الأخيرة تتضمن فقرات أساسية تؤثر في مكانة الدول وتأثيرها بالنظام الدولي الحديث وتتلخص في الذكاء الاصطناعي٬ تقنية المعلومات٬ والرقمنة).
وقد تولى الملتقى طبع الدراسة في كراس أنيق.