الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الدور السلبي والإيجابي لوسائل التواصل الإجتماعي

بواسطة azzaman

الدور السلبي والإيجابي لوسائل التواصل الإجتماعي

عبدالهادي البابي

 

الفيسبوك - هذه المدونة الخطيرة - التي أصبحت تهيمن على الواقع الإعلامي والإجتماعي والسياسي في كل دول العالم ...وصار لها  دور كبير في إتاحة المعلومات والأخبار لجميع الناس بعيداً عن سيطرة الحكومات وصحافتها ومنصاتها الإعلامية الهائلة..بل أنها أحياناً واجهت تلك الآلة الإعلامية الحكومية وحصرتها في زاوية النسيان وأخرجتها من إهتمام المواطن وجردته من ثقته بها..ولكن رغم هذا الدور الإيجابي الذي لعبته وسائل التواصل الإجتماعي (وأولها الفيسبوك) فأن هذا لايدعنا أن ننكر حقيقة صادمة وهي أن هذه المواقع أصبحت - محلياً وعالمياً - مصدراً رئيسياً للشائعات والأخبار الكاذبة والملفقة ثم تحولت وبشكل خطير إلى أداة إعلامية خبيثة تدعو للتحريض والتشويش والفوضى بشكل غير مسبوق..!

أما الشيء الأخطر من كل ذلك ....فأن هذه المواقع والصفحات المشبوهة أصبحت هي المنبع الأول الذي راح المتلقي البسيط يستقي منه الأخباروالمعلومات اليومية ..فتجد هناك من يجادلك بقوة على أثبات خبر كاذب وملفق ويقسم على ذلك ..وعندما تطالبه بالمصدر يقول لك : أنته ماشفت الفيسبوك..!!؟؟

البعض وللأسف الشديد قد أستغل كثرة الأصدقاء وثقتهم به وإعجابهم بصفحته ومنشوراته ولكنه راح يتخذ من صفحته منبراً لنشر الأكاذيب المضللة والأخبار المزيفة التي يأخذها من مصادر معادية لهذه الجهة أو تلك ويقوم بتعديلها ونشرها وتزويقها بكلمات فيها نغمة الوطنية وحب الوطن والحرص على أموال الشعب وغيرها من الأمور التي تدغدغ مشاعر الناس وتشدهم إليها ..وطبعاً هو يعبر عن خلفيته وأجندته الضيقة وحقيقته البائسة في جّر الناس إلى رغباته وغاياته وما أنطوت عليه نفسيته الخبيثة..

فكم من خبر وصورة نُشرت مع التعليق ..وكم من مقطع فديو نُشر في الصباح وضجت لإجله مواقع التواصل الإجتماعي وتباكى الناس لإجله وصّدقته الملايين ثم جاء النفي والتكذيب سريعاً في المساء وأنتهى مفعول المقطع أو الخبر في حينه ..ولكن آثاره تبقى على الناس الأبرياء الذين أستهدفتهم تلك المقاطع والمنشورات الكاذبة وكما خطط لها الخبثاء المجرمون الذين قاموا بالنشر..!

حتى الآن لاتوجد آلية فعالة تقوم بتنقية الأخبار المتداولة في منصات التواصل الإجتماعي المختلفة للقضاء على الأخبار الزائفة والمقاطع المفبركة ووضع حد لإنتشارها الفضيع كما هو حاصل في السنوات والأيام الأخيرة ..فقط وضع الفيسبوك نظاماً خاصاً به يرفع الصور ذات الطابع الوحشي- كما يسميه - من صفحة المشترك دون إرادته ..وحتى هذه التقنية راحت تجامل بعض الدول والمؤسسات التي تتعرض مصالحها مع نشر أو إبقاء هذه الصور ...فمثلاً نجد أن هذه التقنية رفعت صوراً لمجموعة من شهداء سبايكر الذين أعدموا بشكل وحشي من قبل رجال بعض عشائر تكريت  ..وأعتبرت تلك الصور المنشورة بإنها تخالف معايير ووصايا الفيسبوك وحجبت أصحابها وأنذرتهم بالأيقاف إذا كرروا النشر ..ولكنها في نفس الوقت تبقي على بعض الصور البشعة لبقايا جثة الشهيد (أبو مهدي المهندس) وهي مقطعة قرب مطار بغداد الدولي بفعل غارة أمريكية غادرة..!!

أو كما نشر أحد المغرضين فديو - جنسي- مشين وغير أخلاقي يزعم أنه لمسؤول عراقي ..وبعد يوم واحد ظهر أن الفديو لشخص برازيلي وتم تكذيب النشر ...والمصيبة أن الذي نشر الفديو شخص واحد ولكن الذين شاركوا الفديو بالمئات ..فمن يرد أعتبار الشخص الذي وقع عليه الظلم بغض النظر عن فساده وسوء إدارته وغيرها من الأمور السياسية الأخرى ..!؟

 

وعليه يجب أن نتعامل مع أخبار الفيسبوك ومنشوراته وفديوهاته بحذر شديد ..وعلينا أن ننتظر الخبر المنشور ساعات وساعات حتى نتأكد من صحته وحقيقة معلوماته ..فنحن غير مجبرين على التعليق على كل منشور أو خبر خصوصاً مايتعلق بإتهامات باطلة تتعلق بأعراض الناس وخصوصياتهم وحياتهم الشخصية فنتسرع بظلم الناس ونشارك بأذيتهم ونكسب الأثم بسببهم دون داع ..!

إننا نعتقد بإنه يجب أن تكون هناك ضوابط أخلاقية وإنسانية وشرعية في النشر على هذه المنصات الإجتماعية الخطيرة فهي الرادع الوحيد من تحصين المجتمعات من كل ما يؤذيها من أخبار ملفقة وإتهامات باطلة وإشاعات مغرضة وتحريض مشبوه يستهدف أمنها وسلامتها ..وعلينا أن نغادر لغة ( حب وأحجي وأكره واحجي) ..لإن الجميع مسؤول أمام الله فيما يكتب وفيما يقول وكل ذلك سوف يجده أمامه مسطور في كتاب لايغادر كبيرة ولاصغيرة إلاّ أحصاها ..!!

 

 

 


مشاهدات 81
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2025/01/20 - 12:22 AM
آخر تحديث 2025/01/20 - 2:57 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 325 الشهر 9274 الكلي 10199239
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير