المدارس الحكومية إلى أين؟
كمال مصطفى صالح
قبل ايام شاركت في الانتخابات النيابية كموظف اقتراع، وكان المركز الانتخابي في احدى مدارس بغداد الحكومية، وكانت المدرسة لتلاميذ الابتدائية وهذه السنة اضافوا لها متوسطة بنات، بما يعني مدرسة بدوام ثلاثي.
وعند دخول المدرسة لاحظنا نظافة المدخل والادارة ، وللاسف كان هذا المكان الوحيد مقبول، لان الممرات يكسوها تراب ونفايات اما الصفوف فبائسة من حيث الانارة والمراوح وحتى الجدران، والمضحك المبكي حتى الامثال والاقوال المكتوبة على جدران تحتوي على اخطاء لغوية، مثلا احد جدران يحتوي على حروف إنكليزية وكانت منقوصة واخرى كتابات عربية لا يعرفون اين يضعون الهمزة.
اما الطامة الكبرى التي جعلتني اكتب هذه السطور فهي الحمامات تصوروا ان المدرسة تحتوي على مكانين للحمامات كل واحد فيه مرفقين فقط، ثلاثة منها من دون ابواب ومن دون اي وسائل تنظيف ومليئة بالقذارة كأنها حمامات شارع متروكة، وعند سؤالي للقوات الامنية قالوا انهم قاموا بتنظيف بعض مرافق المدرسة عند استلام المكان، بما يعني ان هذه الحمامات بعد تنظيف.
كيف تقبل ادارة المدرسة او المديرية او حتى الوزارة بهذا الوضع لتلاميذ ابتدائية، تصوروا طفلا في اول ابتدائي لا يعرف شيئا واحتمال ان والدته تدخل معاه للحمام ويرى هذا الوضع؟ وكيف تكون ردة فعله وحبه للمكان، وايضا هذه الحمامات وبما لا يقبل الشك وبسبب قذارته سيكون مرتعا للامراض والاوبة.
فهل هذا معقول ومقبول؟ وهل من الطبيعي ان يكون هذا حال المدارس في بغداد ولا سيما الابتدائية منها؟
اتمنى وبصدق ان تكون هذه المدرسة حالة شاذة وليست عامة في كل مدارسنا.