مؤتمر يونسكو الدورة 43 في سمرقند..  إنجاز حضاري لأوزبكستان والمنطقة

طشقند- أحمد جاسم ألزبيدي

عقدت الدورة 43 لمؤتمر اليونسكو العام في مدينة سمرقند بأوزبكستان بين 30 أكتوبر و13 نوفمبر 2025، بعد أن تم اختيار المدينة التاريخية لاستضافة هذا الحدث الدولي الكبير. هذا الحدث يُشكل محطة جوهرية في مسيرة أوزبكستان الثقافية والدبلوماسية، وإليكم قراءة تحليلية لمغزاه، نتائجه، وما يحمله للمستقبل.

أولاً: لماذا كان هذا المؤتمر مميزاً؟

استضافة سمرقند لهذا المؤتمر تمثّل أول مرة منذ نحو أربعة عقود التي يُعقَد فيها مؤتمر اليونسكو العام خارج مقرّ اليونسكو في باريس. اختيار سمرقند يعكس الاعتراف الدولي المتنامي بمكانة أوزبكستان كمركز حضاري وثقافي في منطقة وسط آسيا، وجسر بين الشرق والغرب. من الناحية الرمزية، هذا الحدث يُعزّز صورة أوزبكستان بأنها ليست مجرد متلقٍ للتنمية، بل شريك فاعل في صياغة أجندات التعليم والعلوم والثقافة العالمية.

ثانياً: أهم المسارات والاتفاقيات التي خرج بها المؤتمر

بالرغم من أن بعض التفاصيل لا تزال قيد التفعيل، إلّا أن الموقع الرسمي لليونسكو أفاد بأن أعمال المؤتمر تضمنت تبني سياسة عامة للنحو المتوسط 2026–2029، وتحديد أولويات التعليم، الثقافة، العلوم والمعلومات. أوزبكستان قدّمت تقريراً مفصّلاً عن استعداداتها لاستضافة المؤتمر، وتمت الإشادة العالية من جانب أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو بجهودها اللوجستية والتنظيمية داخل البلاد.

توجهات متوقعة

تم توقيع اتفاق استضافة بين أوزبكستان واليونيسكو يُنظم الجوانب القانونية والفنية لعملية الاستضافة، ما يمهّد لمرحلة تفعيل مشاريع مشتركة مستقبلية. ضمن التوجهات المتوقعة التي تناولها المؤتمر: استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية التراث، تمكين الشباب والمساواة بين الجنسين، والتعليم الشامل.

ثالثاً: ماذا يعني هذا لأوزبكستان والمنطقة؟

الاستضافة تعزّز مكانة أوزبكستان كمنصة دولية للحوار الحضاري، خصوصاً في منطقة آسيا الوسطى، وتفتح أمامها فرصاً لتعزيز البُعد التعليمي والثقافي والبحثي.للمنطقة الإسلامية وبعض دول وسط آسيا، يُعدّ هذا المؤتمر إشارة بأن تراثهم وقضاياهم في التعليم والثقافة تحظى بالاهتمام العالمي، مما يمكن أن يزيد من فرص التمويل والشراكات.