البارزاني رئيساً وانيقاً في ذات الوقت

حسن الحيدري

لم يكن فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني باغلبية ساحقة مجرد حدث انتخابي عابر بل هو تحول سياسي يمكن أن يعيد رسم ملامح الدولة العراقية خصوصا اذا ما افرز هذا الفوز وصول الاستاذ نيجرفان بارزاني إلى منصب رئيس الجمهورية.

فالرجل الذي جمع بين البراغماتية الهادئة والكاريزما التوافقية استطاع خلال مسيرته أن يقدم نموذجا مختلفا في الإدارة والسياسة يقوم على مبدأ الاستقرار أولا والمصلحة المشتركة ثانيا

فالاستاذ نيجرفان بارزاني يتميز بقدرة لافتة على التحاور مع مختلف القوى من بغداد إلى أنقرة وطهران وواشنطن

وقد اظهر في تجاربه السابقة أنه يفضل السياسة الهادئة وأنه يمتلك حسا واقعيا في التعامل مع الملفات المعقدة سواء الاقتصادية أو الامنية أو القومية.

هذا النمط من القيادة يمكن أن يخفف من حدة الانقسامات التي تعصف بالعراق منذ سنوات ويمنح البلاد فرصة نادرة لاستعادة التوازن الداخلي.

وفي حال أصبح الاستاذ البارزاني رئيسا للعراق سيجد نفسه امام مهمة تتجاوز الرمزية البروتوكولية للمنصب نحو اعادة تعريف العلاقة بين المركز والإقليم

ومن المرجح ان يعمل على تحويل هذا الموقع إلى منصة لتقريب وجهات النظر بين المكونات مستفيدامن شبكة علاقاته الإقليمية والدولية الواسعة

كما يمكن ان يشهد العراق انفتاحا اكبر على الاستثمار والاعمار خصوصا اذا تبنت الحكومة نهجا اقتصاديامرنا يستفيد من تجربة اربيل في ادارة المشاريع والتنمية

فرئاسة السيد نيجرفان بارزاني للعراق ستمنح الأكراد مكانة سياسية جديدة تتجاوز البعد القومي الضيق نحو شراكة وطنية حقيقية

فالكرد  قد يجدون في وجوده على راس الدولة جسرا للثقة المفقودة في بعض الزوايا ووسيلة لترسيخ التوازن في الحكم بين المكونات الثلاثة الكبرى الشيعة، السنة، والكرد.

ان صعود نيجرفان بارزاني الى رئاسة العراق لن يكون مجرد تغيير في الأسماء بل تغيير في المعادلة السياسية نفسها.

فالعراق الذي انهكته التجاذبات قد يجد في هذا الخيار نافذة للأمل والاستقرار وربما بداية لمرحلة جديدة من التهدئة والعقلانية السياسيـــة. .