قراءة حدث لعهد ترامبي جديد.. الإرعاب وقيمنا
محمدصالح البدراني
جرائم "الإرعاب" Terrorismوليس "الإرهاب" strong-arm tactics to prevent inroad لايمكن أن تكون موضع التشفي من أي كان ولأي كان ومن المؤكد أننا كأمة نتعاطف مع الضحايا في اورليانز وأينما سقطوا باي فعل مقصود أو غير مقصود وندعو لهم بالرحمة، فالإرعاب هي الكلمة الدقيقة لسلوك التطرف أو المرض أو رد الفعل الغريزي الذي لا يحتكم لمنظومة العقل عكس كلمة الإرهاب في لغة العرب والتي هي احتراز ضد الإرعاب والاعتداء أو استحصال أي امر بالقوة.
السلوك الأمريكي يحتاج مراجعة:
دون شك أن أمريكا تفقد التعاطف الدولي والشعبي كما فقدته اليابان أبان الحرب العالمية الثانية بل اشد فقدا حتى من داخلها، حادث نيو اوليانز بغض النظر عن مصداقية ما صنف فهو حدث قام به أمريكيان من المنظومة الأمنية ربما مختلان أو سليمان منحرفان فلا سلامة لمنظومة عقلية تقتل الأبرياء كما يحصل في غزة وبسلاح وتحت نظر أمريكا التي لا يبدو أنها ترى بوضوح كما رات اليابان عندما سألت ( ماذا فعلنا لنفقد تعاطف الناس أو نجلب كرههم) وهذا هو السؤال الصائب المطلوب؛ أما القول بان الآخرين يكرهوننا فهذه شماعة يستخدمها حكام الدول المتخلفة العاجزة التي تحكمها العقلية العاجزة وبالتالي اتخاذهم قدوة في التفكير هو بوادر تتبع انحدار الحضارة إلى سقوط المدنية القائمة.
ما هو المحتمل من الحدث:
أمريكا وأسلحتها تقتل أناسا عزّلا ومدنيين يعيشون في سجن اسمه غزة عندما تعطيها لحليفتها وهي تقاتل فصيلا أراد أن يوصل رسالة كرد فعل على الاحتلال واستمرار الخطف والاعتقال فهذا المعلن كمقال، ليست ترى الدماء البريئة والتشرد والدمار وأشلاء الناس والأطفال والتهجير المتكرر في زوايا السجن لشعب كادت حقوقه أن تموت وأراد بعضهم تنبيه العالم الغافل عن حصار فوق العادة وما لا يقبل ومتجاهل من الداعين لحقوق الإنسان، فمن الطبيعي أن يشوه المشهد في الإعلام مع أن الإعلام الرزن اظهر أسلوبا مبهرا وإنسانيا عند من يسمونهم الإرعابين.
هذا له رد فعل داخلي عند الأمريكيين وشهدنا الشباب الذي لم تتلوث عقليته بالأنانية التي تجلبها الحالة المتطرفة للرأسمالية، رأينا جنودا يرفضون أن يكونوا جزءً مما يحصل، وبالتأكيد من قام بالتفجير هو جزء من المنظومة الأمنية الأمريكية ومواطنان أمريكيان والإنسان يبقى إنسانا وان لم تترسخ عنده قيم غير النفعية إن تداعت وهو سيتيه حتى لو أتى إلى التدين وما يمكن أن يستغل هذا النوع من الناس لأعمال ليس طبيعية حينما يأتيهم منطق يوافق اضطرابهم وتعبهم النفسي ومعاناتهم.
ما حصل والتفجير المحتمل أمام فندق ترامب ليس فيما اتضح عطل بطاريات الليثيوم، لكنه بمجمله ولا شك يحتمل أن يكون مصطنعا لإقناع تراب بصحة فكرته وتهديداته وربما إدخاله في مجمل الذين شاركوا في جرائم غزة التي يرفض الأمريكان أن يروها أو يعترفوا بان أبرياء يقتلون ويتحدثون عن بشر آخر يقتل بظلم ربما من ذات المتآمرين؛ وهم بذلك يستغلون علو الشخصانية عند الرئيس القادم وتصويب هذا في عاتق مستشاريه إن كان لهم وجهة نظر مختلفة.
ترامب نفسه قال إن داعش صناعة شارك بها إدارات سابقة، فهي بضاعة وصناعة شاركتم فيها لدمار مدن ضاربة بعمق التاريخ والمدنيات القديمة البشرية وتحطمت وسرقت ودفنت عوائل من اسر متعددة مازال إحصائها ليس ظاهرا، وأعدم الألوف من الناس بدم بارد في مواضع متعددة، ومازال الفعل يتعامل أمريكيا وكان البشر من غيرهم حشرات أو طرائد لرحلات الصيد وهذا لا يبني انطباعا وتعاملا استراتيجيا أو سلما عالميا أو حتى اقتصادا مستقرا.
مذ نشأت مؤسسات مكافحة الإرعاب بعد أحداث برجي التجارة وإبراز العدو مباشرة رغم ضعف المنطق الهندسي لسيناريوا السقوط للبرجين بما لا يقبله ادراك مهندس مدني مبتدئ، وكان هذا أول خطأ ممكن أن يرتكب لعمل مؤسساتي يقوم على لي الحقائق والعدوانية، وبالتأكيد سيدافع هذا التشكيل الطارئ عن وجوده واستمراره كوظيفة إن لزم الأمر، لهذا لابد من التحقيقات المستقلة عند الأحداث فلا يعقل أن تستمر التنظيمات الفاشلة بذات المنهج إلا أن تكون مستغلة من جهة ما وممولة منها كمرتزقة، فالأسلوب هذا لا يوافق قيم ولا عادات ولا تقاليد ولا نفسية لا تبتعد اكثر من الصراخ في التعبير، وأما الفعل والجريمة فهي مسالة فقدان السيطرة وليس عملا منظما بغير ما ذكرنا من محددات.
ترامب وتهديداته:
إن لم يعد الأسرى فالرد ساحقا ماحقا عندما آتي للحكم، هذا الكلام ينبغي أن يراجع في الولايات المتحدة المتورطة بما يحصل في غزة، وتنسى أن هنالك أسرى فلسطينيين ممكن بإطلاق الاسرى من الطرفين أن تقام مفاوضات هادئة ويتعايش الطرفان، أما التهديد بالتدمير لمدمر والإبادة لمن يباد فعلا فهذا نوع من التنمر غير اللائق من رئيس دولة عظمى، فالقوة في العدل ومحاولة إيجاد المناسب من الحل وليس التدمير لذا لابد من حل يرضي المختصمين وعدم الاستجابة للعنصرية والإقصاء والإجرام أو الاستهانة بنفوس آدمية لمجرد انهم شعب يبحث عن حياة طبيعية ويدافع عن حقه وأرضه ......
محمدصالح البدراني