رؤية ممكنة لعام جديد.. العراق أولاً وأخيراً
نوري الدليمي
مع إطلالة عام جديد، تتجه أنظار الجميع إلى الأفق القريب والبعيد، حيث الأمل بالتغيير والالتزام ببناء مستقبل أفضل لأبناء العراق. عام جديد يعني فرصة جديدة لإعادة تقييم الأولويات وتعزيز القيم التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
أولاً: التركيز على الداخل وتحقيق رفاه المواطن
لا يخفى على أحد أن التحديات المحلية التي يواجهها العراق متعددة الأوجه، من تردي البنى التحتية إلى ارتفاع نسب البطالة والتفاوت في تقديم الخدمات الأساسية بين المحافظات. وعليه نرى ان جهود السياسيين والمواطنين والفعاليات المجتمعية، يجب ان تتوحد نحو تحسين حياة المواطن وأن يكون هذا الهدف محور اهتمام الجميع الأول. ولا سيما بعد التجارب والدروس التي شهدها العراق وشهدتها المنطقة.. يجب أن يكون هذا العام عاماً للإصلاح الحقيقي الذي يمس حياة الناس مباشرة، بدءاً من تحسين شبكات الكهرباء والماء والصحة والتعليم، وانتهاءً بتوفير فرص العمل للشباب وتشجيع القطاع الخاص ليكون شريكاً أساسياً في التنمية.
ثانياً: تعزيز الشأن المحلي بروح الوحدة الوطنية
التحديات المحلية لن تُحل إلا بتعزيز الوحدة الوطنية وتجنب الخطابات التي تزرع الفرقة بين مكونات الشعب العراقي. يجب أن نقف صفاً واحداً لتحقيق العدالة الاجتماعية وإرساء أسس المواطنة الحقيقية، بحيث يشعر كل مواطن، من البصرة إلى الموصل، بأن له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات.
ثالثاً: الدور الإقليمي والدولي: العراق أولاً
العراق، بتاريخه وموقعه الجغرافي وثرواته، يحمل على عاتقه مسؤولية أن يكون لاعباً إقليمياً ودولياً فاعلاً، ولكن من منظور مصلحته الوطنية أولاً. ينبغي أن تكون سياستنا الخارجية متوازنة وحكيمة، تضع العراق في موقع الوسيط الذي يسعى إلى تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، دون أن يكون طرفاً في صراعات لا تخدم مصلحته. وعليه لا بد أن نتبنى سياسة «صفر مشاكل» مع الجيران، ونعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية التي تصب في مصلحة العراق والعراقيين.
رؤية عام 2025: الإنسان أساس التنمية
التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، والعمل على الإنسان قبل البنيان ضرورة وطنية، ومن هنا يجب أن تكون جميع الجهود موجهة نحو بناء قدرات الأفراد، وتمكين الشباب، ودعم المرأة لتأخذ دورها الكامل في بناء المجتمع. نذكر هنا أن العراق بحاجة إلى دعم جميع قدراته الوطنية ولا سيما الشبابية منها، الشباب هم الاستثمار الأمثل للعراق، والأمل في وجود جيل واعي يعمل بضمير وطني حي، ليكون العراق بذلك طاقة متجددة نحو الأزدهار والاستقرار.
رسالة أمل
العراق غني بموارده وشعبه، وقادر على النهوض من جديد. ولكن هذا لن يتحقق إلا إذا تحولت النوايا الحسنة إلى أفعال ملموسة، وإذا شعر المواطن بأن هناك إرادة حقيقية للتغيير.
الحاضر أمانة، والعام الجديد يعني فرصة جديدة. وأمل ممكن في بداية لعراق أفضل، عراق ينعم فيه الجميع بالسلام والرفاه، ويتصدر مشهد الإيجابية والتقدم في محيطه الإقليمي والدولي.
وزير التخطيط الأسبق