الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة في رواية الشمس تشرق من النافذة المقابلة الجزء الاول


قراءة في رواية الشمس تشرق من النافذة المقابلة الجزء الاول

نجم الجابري

صدرت مؤخرا رواية الكاتب أحمد حمدان الجشعمي عن دار اديان للطباعة والنشر بواقع 124 صفحة وحجم وزيري وبمشاركة الكاتب الآخر حسن جبير الجياشي .

تدور أحداث الرواية عن حالات عشق بين مراهقين في احد احياء مدينة السماوة ، ما يميز أحداثها انها تقع في فترات مختلفة من تاريخ المدينة الذي هو تاريخ العراق ،الأبطال الرئيسيون رغم صداقتهما الا انهم  يختلفون سيكولوجيا ، اذ ان البطل المفترض في الرواية والمعروف تحت اسم انور ضعيف وخجول وضيع حبه وهو يعاني من عقد مختلفة نتيجة الصراعات في المنزل وطبيعته العشائرية وسطوة والده في حين ان محبوبته شهرزاد ذات شخصية ناضجة وواقعية ، وفي نهاية المطاف تختار ان تتزوج غير انور هذا ، اما البطل الاخر الذي كان يربي الحمام على سطح المنزل فهو جريء وكيس ويمتلك مواصفات القروي الشجاع الذي يدافع عن حبيبته .

لكن في النهاية يترك محبوبته اسيرة لهمومها وتزوج تحت رغبة عائلته كما يوجد الكاتب العذر له ، بدورها العشيقة ، اعني غادة وحبيبها فراس ومن الصدف ان يكونا صديقين هو والبطل الاخر ويلتقيان في مكان اختاره الكاتب ، عربة في محطة قطار السماوة القديمة، البطلة غادة بعد ان تصعق بزواج فراس تقوم الاخرى بالزواج من رجل كبير السن انتقاما وإيذاء لنفسها ، كما أدخل احمد حمدان شقيقتها في علاقة مع شقيق فراس تكللت بالزواج من دون أي مشكلة تذكر ،  ولا اعلم لماذا اقحم الكاتب هذا الحدث في مجمل السرد الروائي رغم أنه يعد من النوافل او أراد أن يغفل حقيقة انا ابا غادة تراجع عن تعنته ووافق على زواج ابنته الاخرى تحت تأثير الضغط النفسي لعائلته

أحداث متشابكة ومواقف دراماتيكية تدور في هذا الحي

في تلك المدينة التي تتوسد الصحراء ، عشاق كثيرون واصدقاء يعشقون نفس الفتاة ثم يختفون ، تدور أحداث الرواية في أواخر سبعينيات القرن الماضي وبداية الثمانينات إبان حرب الخليج الاولى ثم الثانية وحتى ايام الانتفاضة ، ابطال الرواية فشلوا في الحب الصادق وهذه رؤية الكاتب للحب كما يبدو ،ان لم تكن القصة حقيقية فليس كل ما يحب ينال محبوبته كما يقول نابليون عن الحب .

لم يدخل الكاتب أشخاص آخرون كأبطال ثانويين بشخوص روايته ليقدم صورة للمتلقي قد تكون مغايرة للأحداث التي تتلاحق لسنوات مختلفة .

الرواية كتبت بلغة شاعرية جدا، ابدع السارد فيها لدرجة انك كمن يقطف الازهار من مشتل ، لغة فائقة الجمال أعطت لأحداث الرواية بعدا آخر،لا ادري كيف سيبدأ احمد حمدان الجزء الثاني في الرواية ، فالبطل الافتراضي يبدو ما زال مرتبكا ، ببداية الرواية يرتبك وهو في محله عندما يقابل عشيقته القديمة ولا يستطيع ان يسجل رقم الهاتف بالرغم من إمساكه بالورقة والقلم ، الرواية تحتاج الى ضغط احداثها واختصارها حتى لا يتيه المتلقي في انشاءات الاحداث وهي تعد باكورة اعمال احمد حمدان القصصية ، وتحتاج الى حبكة درامية واحدة تشد القارئ الى الحدث بعيدا عن الملل والمواقف الضعيفة التي لا يرغبها المتلقي عادة ، لا اعرف سببا وجيها واحدا أن يذكر المؤلف أن القصة حقيقية ،ليست هناك مساحة كافية للأحداث اللاحقة كما يبدو ، وان عادت الحبيبات الى عشاقهم تكمن العبرة في هدف الإنسان وإن كان نبيلا ليبقى اسيرا للظروف الوضعية التي تحيط بالحدث  ، تنضيد الرواية جميل ورائع جدا ولم اجد خطأ لغويا واحدا او املائيا كما جرت العادة في المؤلفات التي تطبع محليا .

الخلاصة:

قدم الكاتب احمد حمدان عملا إبداعيا مميزا وجعل القارئ يتابع احداث الجزء الاول من الرواية ليس لمعرفة نتيجتها فحسب ، بل المسحة الرومانسية للرواية وتناغمها مع أحداث مماثلة حصلت للكثير من المتلقين في هكذا مجتمعات .

بناء الرواية السردي يحتوي ثلاث ايقونات رئيسية هي الحب والوفاء والواقعية ، حيث بدت المرأة أكثر واقعية من الرجل في موقع ، والعكس في موقع آخر .

قدم الكاتب لمحة جيدة لارهاصات الابطال وتفكيرهم العميق بصمت و هذه القراءة تعطي المتلقي صورة أكثر وضوحا عن تفهم الكاتب ومعايشته الحدث .

تعد الرواية بعد اكتمالها اضافة مميزة للمكتبة السماوية ويمكن الاستفادة من أحداثها الواقعية للشباب في التعامل مع الأحداث الوجدانية بعيدا عن القبلية والتزمت وحتى الحياء اللامبرر


مشاهدات 137
الكاتب نجم الجابري
أضيف 2025/01/06 - 3:39 PM
آخر تحديث 2025/01/08 - 5:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 107 الشهر 3484 الكلي 10093449
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير