الثقافة والدعم الحكومي
عالية طالب
يعكس المشهد الثقافي بتنوعه المعرفي والفكري، الواقع المجتمعي لتطور وتميز العقل الواعي المبدع في شتى المجالات المعرفية، وبمراجعة بسيطة للمشهد الثقافي العراقي نجد مساحة تستحق الإشادة بعمل وزارة الثقافة بشخص وزيرها الاكاديمي في الحقل التاريخي والثقافي والبحثي، وهو يؤازر الأفكار التي تطرح عليه لتنشيط الواقع الثقافي المحلي ضمن الميزانية المحدودة لوزارته.
هذه النقطة المهمة كانت ضمن مفاصل الحوار الذي أشار اليه فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد خلال اللقاء الذي جرى مع د. أحمد عبد المجيد رئيس تحرير صحيفة الزمان الغراء. حيث أكد فخامته ان دعم الواقع الثقافي والفكري والمعرفي سيجعل مخرجات الإنجازات والخطط الثقافية والبرامج المعرفية، تحقق تميزها الفاعل في ابراز واقع المشهد الثقافي العراقي وبما يليق بمنجزه الحالي المستند الى عمق الابداع التاريخي لحضارته وشخوصه ورجال الفكر والآداب والفنون.
محور دعم الثقافة والبحث فيها، تؤكد ان اعلى سلطة في العراق ممثلة برئيس الجمهورية، تساند وتؤازر الآداب والعلوم اللذان هما الوجه الناصع لأية دولة تعرف أهمية رفد التخصصات بعقول مبدعة في مجالاتها المتنوعة، وأن رعاية الدولة بكافة مؤسساتها العاملة لهذه المفاصل ستحقق في الغد المستقبلي نهوضا حضاريا يعتمد لغة حوار العقول بعيدا عن لغة الصراع والاقصاء والتهميش.
المشهد الثقافي بحاجة الى اعتماد (الاستثمار الثقافي) فكرا ومنهجا وخططا وبرامج مستقبلية لترسم مسارا للأجيال القادمة للسير بخطوات راسخة في عطاء بلا حدود اعتمادا على فكرة
« الدولة» الداعمة لإبداع مواطنيها الذين سيكملون المسيرة الناجزة بكل صلابة وثقة وتجديد.
دعم الثقافة سيحقق بناء الانسان وحين نبني الانسان نكون قد شيدنا اوطانا لا تقبل بالتراجع والنكوص وهو ما سيتحقق واقعا بتظافر جهود المؤسسة الثقافية والمبدعين أينما تواجدوا في هذا البلد المعطاء.