وفي محادثة الرجال لذاذة فريدة
حسين الصدر
-1-
المأمون يختلف عن كثيرٍ من سلاطين بني العباس، وسلاطين بني أمية فقد كان الكثير منهم أقرب إلى الأُميّة، وجاءت بهم الوراثة إلى الحكم فتسلطوا على رقاب الناس، أما المأمون فقد كان من ذوي الدراية والفهم.
-2-
وقد قال للحسن بن سهل:
نظرت في اللذات فوجدتها كلها مملولة سوى سبعة.
قال: وما السبعة؟
قال:
خبز الحنطة،
ولحم الغنم،
والماء البارد،
والثوب الناعم،
والرائحة الطيبة،
والفراش الوطيء،
والنظر إلى الحسن من كل شيء.
قال الحسن بن سهل:
فأين أنت من محادثة الرجال.
قال: صدقت وهي أولاهن.
-3-
إنّ لذاذة محادثة الرجال لا تقاس بسائر اللذاذات الأخرى، لأنها لذاذة تحرك أوتار القلوب، وتداعب العقول، وتثري خزين المعرفة بالنوادر والتجارب والمواعظ والقصص والحكايات الممتعة.
وقديما قال الشاعر:
وسئمت كل مآربي
فكأنّ أطيبها خَبيثُ
إلا الحديث فإنَّهُ
مثل اسمِهِ أبداً حديثُ