لميعة توفيق صوت رخيم وأداء متميّز
بابل - كاظم بهَـيّة
من منا بامكانه ان ينسى الصوت الرخيم والاداء المتميز الذي غنى الانغام الشجية ذات النكهة والروحية العراقية، الاغاني المشهورة (يالماشية بليل الهلج ـ نيشان الخطوبة ـوشفت وحبيته والله) وعشرات الاغاني الخالدة، انه صوت المطربة لميعة توفيق المولودة عام 1931 ، في مدينة العمارة، بعد ذلك قررت عائلتها الانتقال للعيش فى بغداد، واستقرت في جانب الكرخ في منطقة الصالحية قرب مبنى الاذاعة والتلفزيون نهاية الثلاثينات.
دخلت توفيق عالم الغناء منتصف أربعينيات القرن الماضي، وغنّت للمرة الاولى في ملاهي بغداد، بعد ان سمعها المطرب الراحل حضيري ابو عزيز، حيث اشاد بصوتها وادائها الجميل، ادخلها الاذاعة واخذ بيدها لتلج هذا العالم الذي شغفت به منذ طفولتها، و قدمت أول اغنية لها هي (يالماشية بالليل الهلج)، وحققت عبرها نجاحا على المستوى المحلي والعربي، حتى وصلت الى بعض الدول الاوربية مثل امريكا وكندا، جعلتها موضع تقدير واعجاب المستمعين، و اصبحت تعد واحدة من مطربات العراق المعروفات ورغم انها كانت تغني باللهجة البغدادية، لكنها اجادت أطوار الغناء الريفي العراقي وابدعت فيها مثل: الأبوذية، والسويحلي، والنايل، إلى جانب غناء التجليبة أي ما يسميه البعض بـ(الهجع) الذي يُعتبر أشهر أنواع الغناء في الفرات الأوسط وجنوب العراق ، سيما وقد تعاملت منذ البدء مع معظم الملحنين العراقيين امثال: عباس جميل ومحمد نوشي وناظم نعيم ومحمد حسن ومحمود عبد وغيرهم. وهي اول مطربة عراقية سافرت الى امريكا وكندا ودول عربية واوربية آنذاك لتحيي الكثير من الحفلات، بعدها حققت انتشارا كبيرا حيث قدّمت أغنيتها الشهيرة «هذا الحلو كاتلني يا عمّة»، ومنها دخلت التلفزيون عندما بدأ بثه عام 1956. وكان رصيدها اكثر من (30) اغنية وهذا قليل جدا قياسا لإمكانياتها الفنية وتاريخه الحافل بالأغاني الجميلة، واشهرها (شفته وبالعجل حبيته والله- مساء الخير يا أهل المحلة -نيشان الخطوبة-هذا الحلو كاتلني ياعمة- يلماشية بليل إلهلج- يمة إهنا يمة- جينا نشوفكم-العايل ما إله حوبه-يا يمه انطيني الدربيل-
واعتزلت الغناء في بداية الثمانينات لظروفها الخاصة ، حتى سكت قلبها ورحلت رحلتها الابدية في الحادي عشر من شهر آب 1997، بعد ان تركت للمكتبة الموسيقية ثروة من الغناء العراقي الاصيل، التي ظل الجمهور يتذكرها حتى يومنا هذا.