نشاط ثقافي عراقي متميّز في العاصمة الأردنية عمّان

جواد العلي

شهدت العاصمة الأردنية عمّان قبل أيام فعالية ثقافية عراقية متميزة، تمثّلت في حفل إشهار كتاب جديد بعنوان «قراءات حرّة... في كتب مختارة»، للكاتب صفوة فاهم كامل، نظّمه واستضافه ملتقى الصابونجي الثقافي. برعاية سفير جمهورية العراق عمر البرزنجي، ومشاركة عضو مجلس الأعيان الأردني محمد داودية، وحضور جمهور نخبوي من أبناء الجالية العراقية وعدد من الضيوف من الأشقاء الأردنيين. ضمّ الكتاب بين دفّتيه آراءً شخصية وقراءات نقدية ومواقف متباينة تجاه خمسة عشر كتاباً اختارها المؤلف من مكتبته، وقد أُهديت إليه من مؤلفيها، بالإضافة إلى كتاب آخر أثار اهتمامه وحفيظته. وقد كان لبعض هذه الكتب بصمة فيها، من حيث البحث أو المراجعة أو التنقيح أو التنسيق. أدار الأمسية المستشار الأكاديمي محمد ثابت البلداوي، حيث استهل الحفل بالترحيب بالسفير عمر البرزنجي شاكراً رعايته له وكذلك عبّر عن سروره بقدوم العين محمد داودية وأيضاً الحضور المميّز الذي غصّت به القاعة. واستعرض البلداوي إنجازات هذه القاعة الفتيّة، وما شهدته من استقبال واستضافة لشخصيات أدبية عراقية وعربية بارزة، وتبنّيها للفعاليات الثقافية المتنوعة، وآخرها أمسية اليوم. بعد ذلك قدّم نبذة تعريفية عن سيرة المحتفى به، وأبرز المواضيع التي سيتناولها في كتابه.

عقب ذلك، شرع الكاتب في استعراض مسلطاً الضوء على الكتب الستة عشر التي تناولها في مؤلَّفه، وقد ظهرت صور أغلفتها وصور أخرى على الشاشة البيضاء. وتوقف عند الملابسات التي أحاطت بالمقالات التي كتبها عنها في حينها، كما تحدّث عن مؤلفيها وعناوينهم. وقد تنوّعت مواضيع الكتب بين السير الذاتية ومذكرات شخصية، وكتب عسكرية وسياسية واجتماعية ورياضية، كان من بينها كتابي الذي أصدرته العام الماضي بعنوان (تأملات وكتابات).

وفي كلمة قصيرة استهلها بالآية الكريمة (اقرأ باسم ربك)، عبّر السفير العراقي عن شكره لمديرة القاعة والقائمين عليها، مثمناً جهودهم الفاعلة في دعم الحراك الثقافي للجالية العراقية في الأردن، وما تقدمه القاعة من نشاطات تمثّل بلدنا العراق وتُجسّد تاريخه الحضاري العريق، ومهنئاً الكاتب بصور كتابه الجديد. بعد ذلك تقدم السفير والعين ومديرة القاعة ومُدير الحفل فقدموا شهادة شكر وتقدير للكاتب اعترافاً بمشاركته في أحياء الثقافة العراقية متمنين له دوام الإبداع والحضور.

تحدث تالياً داودية، رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان الأردني، مباركاً (إسهامات الجالية العراقية وإنجازاتها وتفاعلها الإيجابي مع محيطها الأردني، وما تقدمه من إضافات نوعية في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية)، مؤكدًا أن (هذا التفاعل يعكس عمق الروابط بين الشعبين، ويُسهم في إثراء المشهد الحضاري المتطوّر في المملكة).

وأود أن أشير في هذه المناسبة إلى أن ملتقى الصابونجي الثقافي يُعدّ جزءاً من قاعة فنية عراقية حديثة النشأة، تُديرها الفنانة متعددة المواهب الآنسة مينا وجيه الصابونجي. ويُعرض فيه على مدار الأسبوع لوحاتها التشكيلية، وأعمالها اليدوية، ومنحوتاتها الفنية التي أبدعتها أناملها. كما تحتضن القاعة بين الحين والآخر أمسيات تراثية عراقية، وبازارات موسمية تُعرض فيها نتاجات يدوية من إبداعات المشاركين.