النحو الوظيفي

علي اليساري

يشير العنوان الى ان للنحو وظيفة تتلخص في إكساب التلميذ المهارات الاربعة وهي: الاستماع ، المحادثة ، القراءة والكتابة  هل يحقق نحونا المنهجي بمراحله الدراسيةالثلاثة  هذه المهارات مجتمعةً او بعضاًمنها اذا كان سيبويه وخالويه ونفطويه يأخذون بتلابيب الطالب الى متاهات النحو والغازه ومعمياته الى حد جعل معظم طلابنا وفلذات اكبادنا يرهبون العربية وينفرون منها ويتطيرون من اسئلتها  تذكر بنت الشاطيء (ان الظاهرة الخطيرة لأزمتنا اللغوية هي ان التلميذ كلما سار خطوة في تعلم اللغة زاد جهلًا بها ونفورا منها وقد يمضي في طريق التعليم الى اخر شوط فيه فيتخرج من الجامعة وهو لا يستطيع ان يكتب خطابا بسيطا بلغة قومه !)

الوظيفة الرئيسية للنحو وظيفة تواصلية بمعنى انه يُعنى بتمكين الطالب من التواصل مع محيطه عبر ضبط الكلمات وتأليف الجمل ليسلم اللسان من اللحن في اثناء النطق ويسلم القلم عند الكتابة لان القواعد ليست غاية بذاتها بل هي وسيلة لتمكين الطالب من اداء المعنى المراد نطقاً او كتابة ًمن ايصاله دون لبس او  خوف من اللحن المعيب الى المخاطب

يقول الجاحظ في هذا الصدد

( اما النحو فلا تشغل قلبَ الصبي منه الا بمقدار ما يؤديه الى السلامة من فاحش اللحن وما زاد عن ذلك فهو مشغلةٌ  عما هو أولى به )

لا ينبغي لنا ان نرغم الطالب على الدخول في متاهة العامل والمعمول واشتغال العامل ونزع الخافض والتنازع في العمل والإعراب المحلي للجمل والأدوات المبنية  لان هذه المصطلحات النحوية تفتح ابوابها للمتخصصين والباحثين وطلبة الشهادات العليا عدا عمن يرغب في الابحار في لجج النحو  ويسبح برفقة  قطرب والفرّاء والاخفش وابن السكيت ولكن عليه ان يلبس النجّادة لكي لا يغرق !! اذكر هنا ان احد استاذتي في الجامعة قدم لنا خلاصة تجربته المديدة في التعليم فقال ناصحا وموجها:

كما ان السياسة هي فن الممكن وتوفر لك فرصة الخروج من عنق الزجاجة يمكن للمنهج المدرسي وفطنة المعلم ان يجعلا مادة النحو فناً ممكناً

لا فناً دونه خرط القتاد !