تعلّق في زمن الرماد

الاء الصوفي

 

أردت أن أتعلّق، فتعلّق قلبي

وزادَ الطين بلّة

أصبحت أعيد قراءة وجعي كصفحة محروقة

حيث يلتقي الألم والفقد المحرّم في صمت ثقيل لايحتمل ،

 

في الزوايا القديمة يسكن ظلي

هناك تركت اسمي "شخبطة حمقاء"

لتتذكرني الجدران قبل أن أنسى نفسي

وكتبت اسمها أيضًا

من هيَ ،

امرأة لم تعد تشبهني

شبح ظلام يتقافز في مراياي المكسورة

تائهة، مجنونة، غريزة عشق حرام

باردة لا يعنيها الغرام

تغزل من الصمت وشاحًا

وتعلّقه على باب الانتظار

خيوط رفيعة تنقطع قبل أن تلمس يدي

وأيدٍ نزفتها الحروب تمرّضت بطاعون بلدة نائية قبيحة '

تلتصق بالزمن القديم كما لو أنه لعنة

 

أما لوحته هو هنا دائمًا

تنتظرني لكي احملها قسراً

أصمّ هو ،

كجدار من رماد يسمع نفسه فقط

يتوهّم أن العالم صدى صوته

حذرٌ ، قاسٍ، تحجّر في منتصف العاطفة

 

حين أبكي يرى دموعي مرآة لغروسه

أنويّ حتى النخاع

يعبد صورته في الماء

ويظن أن الورد ينبت من خطواته

صعب المراس، كلما اقتربت يتحول لغزًا يعضني بالصمت ويشرع لي بشكل ثعلب احمر،

ينتقم من الضعف، يستلذ بدم الكلمات

ويضحك حين يتهشّم قلبي

يهلوس وهو مستفيق

كمن يرى العالم في كوابيسه

ويستيقظ ليكتبها بالحبر على جلدي

كأن الحزن والخوف هما ريشته والوجع لوحته

 

كل الأشياء تشبهه

حتى الغياب صار له ملامح حادّة

وهوسه الغريب

وعطفه المتبختر في الممرات

وأفكاره المعربدة على الطريق

وصوتي حين أناديه يبحّ، يجأر، يتحوّل إلى غبار في الهواء

كأنني أصرخ في وجه الريح

عد إن كنت تشبهني بعد الآن

⸻