ذبابة وسياسي
نوزاد حسن
دعوني الفت انتباهكم الى دناءة الذباب وشهوته للسكر.جرب ان تقرب اصبعك من ذبابة حطت على طاولة تجلس عليها.عند ابسط حركة ستطير.الذباب حذز جدا,ورشيق في طيرانه.ضع بعض حبات السكر على الطاولة ستكتشف ان الذبابة تغير حالها.اذا قربت منها اصبعك فلا تطير.بل تتحرك مبتعدة او تطير ثم تعود.ومن السهل صيد اية ذبابة بعد ان تتذوق حبة سكر.هذا يعني ان اغراء السكر له مفعول ساحر.انه يفقد الذبابة تركيزها.لذا يمكن بعود رفيع الضغط على رجلها الرفيعة كخيط وعندها تكتشف انها وقعت في المصيدة. هذه ليست صورة عبثية,انها لقطة سياسية بامتياز.لنستبدل الذبابة بسياسي والسكر بالمنصب.سنرى الوضع نفسه يتكرر.يسكر المسؤول بمنصبه كما تسكر ذبابة بحبة سكر.واذا ما اراد احد ان يبعده عن منصبه فلا يتركه.الفرق الوحيد ان المسؤول الغارق بلذة عسل المنصب لا يمكن اصطياده على عكس الذبابة المسكينة. لكن الاثنين اعني المسؤول والذبابة يتشاركان في وعي واحد متشابه.انه ما اسميه بالبهيمية.والبهيمية تعني نسيان كل شيء ما عدا اغراء المنصب,وامتيازاته.وهنا يصاب المسؤول بكراهية شديدة لمن هم دونه في الوظيفة. البهيمية حالة مرضية.انها طبع حيواني فطري يصيب الانسان ايضا.وفي هذه الحالة يغطي الثراء والمال الفاحش والابهة عورة الشهوة التي تربط المسؤول بمنصبه.لكنه في الحقيقة ذبابة وقعت على حبة سكر. اذن هناك دناءة واحدة واخوة لها دم فاسد تربط بين سقوط ذبابة وسقوط مسؤول امام اي اغراء..