الطبيب حسام أبو صفية رمز النظام الصحي المدمّر في غزة
الجيش الإسرائيلي يعلن أعتراض صاروخ أطلق من اليمن
القدس, (أ ف ب) - أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يدخل أراضي الدولة العبرية، في هجوم تبناه الحوثيون.وقال الجيش في بيان نشر على تلغرام “بعد انطلاق صفارات الإنذار قبل قليل في تلمي اليعازر، تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية».وبعد وقت قصير، أعلن المتمرّدون الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم. وقال المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع عبر تلغرام، إنّ العملية العسكرية “استهدفت محطة الكهرباء +أوروت رابين+ التابعةَ للعدو الإسرائيلي جنوبي منطقة حيفا المحتلة، وذلك بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع فلسطين2».وبعيد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ الحوثيون استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية إضافة إلى إطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه إسرائيل، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين.وأدّت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران الى تراجع كبير في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولا لقناة السويس، وهو ممر أساسي لحركة التجارة الدولية.وكان الجيش الإسرائيلي أفاد الجمعة عن إسقاط طائرة مسيرة أطلقت من اليمن بعد دخولها الأجواء الإسرائيلية.وصعّد الحوثيون هجماتهم منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر بين إسرائيل وحزب الله المدعوم أيضا من إيران في لبنان.كما شنت إسرائيل غارات على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن استهدفت احداها مطار صنعاء الدولي نهاية كانون الأول/ديسمبر.
وصباح الأحد، أفادت وكالة سبأ للأنباء وقناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين، عن تعرض شرق مدينة صعدة لـ”ثلاث غارات” نسبتها إلى القوات الأميركية والبريطانية، دون أي ذكر لوقوع أضرار أو إصابات.ولم ترد الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل فوري على هذه التقارير.ويسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على أجزاء واسعة من اليمن منذ استيلائهم على صنعاء في عام 2014.
عملية عسكرية
على صعيد آخر أصبح مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، الذي اعتقلته إسرائيل خلال عملية عسكرية على المرفق للاشتباه بانتمائه إلى حركة حماس الفلسطينية، رمزاً لنظام صحي دمرته الحرب في شمال قطاع غزة. على مدى أسابيع، ومع تكثيف الغارات الإسرائيلية حول المستشفى في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، حض الدكتور أبو صفية المجتمع الدولي على التدخل “قبل فوات الأوان». ورغم توجيه أبو صفية نداءات للمساعدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق، صباح الجمعة، ضد مستشفى كمال عدوان قائلاً إنه يضم “مركز قيادة تابع لحماس”. وخرج المستشفى عن الخدمة بعدما كان آخر مرفق صحي كبير عامل في شمال القطاع المحاصر والمدمر جراء تواصل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام بعدما شنت الحركة هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
واعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من 240 شخصاً خلال العملية بينهم أبو صفية. ولم تُعرف أي معلومات عن الطبيب أبو صفية البالغ 51 عاماً منذ اعتقاله.
تعرض للاهانة
ولم يحدد الجيش الإسرائيلي الذي اتصلت به وكالة فرانس برس مكان وجوده. وتعتقد عائلته أنه محتجز في معسكر سديه تيمان الواقع في صحراء النقب في جنوب إسرائيل على مقربة من غزة.
وقال نجله إدريس أبو صفية، ، في مقطع فيديو إن الطبيب “في معتقل سديه تيمان الإسرائيلي المعروف بإجرامه بحق الأسرى المسجونين فيه». وأضاف “وردتنا شهادات من معتقلين مفرج عنهم تؤكد تعرضه للإهانة وسوء المعاملة، بما في ذلك إجباره على خلع ملابسه واستخدامه درعا بشريا».
ولم يُجب الجيش الإسرائيلي أيضاً عن سؤال بهذا الشأن.
ويشكل إخراج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة واعتقال مديره وأفراد آخرين في طاقمه الطبي ضربة جديدة للخدمات الصحية المنهكة أصلاً في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل لفرانس برس إن “لا شيء يبرر هذه الاعتقالات سوى الطموح بتدمير النظام الصحي”، مؤكداً أن “الوضع كارثي ومأساوي».
وناشدت عائلة أبو صفية المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل بهدف إطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن.
وردت منظمة الصحة العالمية على لسان مديرها العام، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، طالبة “الإفراج الفوري” عن مدير مستشفى كمال عدوان.
كذلك دعت منظمة العفو الدولية إلى جانب العديد من العاملين في مجال الصحة حول العالم إلى الإفراج عن أبو صفية، وأُطلق وسم FreeDrHussamAbuSafiya# على وسائل التواصل الاجتماعي. ويُعرف أبو صفية بأنه “بطل برداء أبيض” واصل تأدية مهامه، بينما كثّف الجيش الإسرائيلي هجومه البري والجوي على شمال قطاع غزة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، قائلاً إن الهدف هو منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة وأكدت منظمة ميد غلوبال الأميركية غير الحكومية التي توظف أبو صفية أن الطبيب فقد أحد أبنائه، إبراهيم، البالغ نحو خمسة عشر عاماً في هجوم إسرائيلي نهاية تشرين الأول/أكتوبر ، وأصيب هو نفسه في ساقه في تشرين الثاني/ نوفمبر .
لكنه أكد في مقطع فيديو تم تصويره وهو على سريره في المستشفى أن ذلك لن يمنعه من إنجاز مهمته “مهما كلف الأمر”.