صباحات شتوية ماطِرة
شهد عبد الكريم
هذه المرة لا أهرعُ من بينِ الدرابينِ القديمة بل انتظرتها لتُمطر بكُل ما اوتيت من قوة لأستشعر الصباح و اتنفس معه .. تتبادل قطرات الندى الأدوار واحدةً تلو الأخرى
فتلك التي تسقط على الجبين وتلك التي تبردُ الوجنتين اللتين احترقتا من حرارة دموع الايام الماضية ، هكذا نفرح بهطول المطر في مدينتنا المحترقة .
ملابسُكَ ستتّسخ مهما كُنت حذراً لأن البُنيةَ التحتية لهذا البلد لا تُضاهى بثَمن ،
أظنُّ أنني الوحيدة التي لا تشتاقُ لمنزِل طفولتِها القديم ، أفرانُ الولاء و رائحة المخبوزات و طفولتي البريئة المليئةِ بالمحبّة والسعاداتِ والحُريّة صوتُ الضحك الذي يُسمَعُ في اُذُني كُلما يمرُّ شريطُ الذكريات ..
جدُّ صديقتي الذي يوصِلُني كُلما تأخرَ الوقت و إجتازَ الميلُ العاشرةَ والنّصف ..
توقّفت الحافلة
و إذا برجلٍ كهلٍ يُشبهُهُ .. هَرعتُ لإلقاءِ التحيةِ لكن لم يكُن هوَ ..
كُلّ صباحٍ لبدايةٍ جديدةٍ هو حَتماً صباحٌ يستحقُ الإحتفاءَ بالشتاءِ في ديسمبر و الإحتفال بوجودِ الأصدقاء و أحضانِهم الدافِئة الحَنونة ..
تملئُ الأشجار المُزينة الطريق و يرتدي الجميعُ كَنزَةً حمراء اللون على ظَنّهم أن الرقم خمسةٌ وعشرون سيُنقِذُ العالم لكن .. لمَ لا ؟
تَرى الأصدقاء والأحباء والعوائل يتكاثفونَ بالحضورِ إلى هُنا كَونهُ المُتنَفّسُ الأكثر رَغبة .. و رُغمَ الذوقِ الركيك في إختيارِ أغاني رحلاتِ الزوارِق إلّا أنّ دوارَ البَحرِ أفضلَ من دُوارِ الأفكار في هذا الوقت من السّنة
بدأَ المصورون بالقدومِ إلى الكورنيش لتوثيقِ لحظاتِ تشجيعِ الجماهير ..
العِراق ضدّ السعودية
تنتهي الموسيقى في خلفيةِ المشهد ..
« هنانه تنزلين ست ؟ «