الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المكياج الرقمي.. كتاب يحاكي الوجوه المنتجة بالذكاء الإصطناعي

بواسطة azzaman

المكياج الرقمي.. كتاب يحاكي الوجوه المنتجة بالذكاء الإصطناعي

أحمد جمعة فاضل

 

أصدر الأستاذ المساعد الدكتور علي مولود فاضل، كتابا جديدا حمل عنوان «المكياج الرقمي» مصحوبا بعنوان فرعي يؤكد أنه «دراسة مديولوجية»، يقع الكتاب في قرابة 200 صفحة، وصدر عن دار أمجد في عمان بالاردن.

يضم الكتاب في طياته اربعة فصول، يستعرض فصله الأول المكياج عبر العصور والحضارات، وكيف أن المساحيق كانت موجودة في الحضارات القديمة، وجميعها كانت تسعى الى تلطيف الوجوه وتزيينها، ثم يعرج في الفصل نفسه على تطور المكياج، وفرقه عن التجميل، وأيضا يتكلم عن عمليات التجميل والتحسين وانواعها، والضرورات التي تجرى من اجلها.

ثم يأتي الفصل الثاني الذي خصص للصورة؛ وكأن المؤلف اراد أن يحمل المساحيق، ثم يضعها على الصورة لتظهر هيأة الانسان بصورة جديدة. في هذا الفصل عرض -مولود- مراحل تطور الصورة، وتطرق الى بداياتها، والتطورات التي طرأت عليها والتحديثات التي اوصلتها الى الصورة الرقمية، مبينا في الوقت نفسه الصورة المتحركة (الفيديوية) وصورة السيلفي، والفلاتر التي دخلت على الصور منذ البدايات ولغاية الآن. طارحا في جزئية مهمة العلاقة بين «المونتاج والمكياج» وهذه العلاقة بحاجة الى وقفة علمية نقاشية جادة.

فيما جاء الفصل الثالث ليقدم مواقع التواصل الاجتماعي التي فيها خواص تغيير ملامح البشر، واولها موقع سناب شات، الذي وصف مؤلف الكتاب خواص هذا التطبيق بانها تنشيء «شخصية سنابية» هذه الشخصية التي يصنعها «الفلتر» او ما يعرف علميا بـ المرشحات، هي شخصية ليست حقيقية وانما شخصية صنعتها خوارزميات التطبيقات بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي فيما بعد، وكونت ملامح تمنى الاشخاص لو انهم خلقوا مثلها. ووفقا لما جاء في متون الكتاب ان الفلاتر زادت من نسب عمليات التجميل التي يلجأ لها كلا الجنسين، لكن النساء بنسبة اكبر؛ لمطابقة ملامحهن مع الصور المفلترة. وهذا ما قلدته التطبيقات الاخرى مثل فيس بوك وانستغرام، وتيك توك وغيرها، التي وضعت الفلاتر وبثت الملامح غير الحقيقة على وجوه البشر.

ويختم الكتاب بالفصل الرابع الذي كان خلاصة ما قدمته الفصول الثلاثة، وهو يقدم تعريفا للمكياج الرقمي الذي حل بديلا عن المكياج التقليدي، اذ كان الاخير يرسم بالمساحيق، فان الاول ينتج عبر مرشحات رقمية، وهذه المرشحات تقود الى بناء شخصية غير واثقة بملامحها، غير مقتنعة بما هي عليه، كذلك هذه الصور التي تلتقط تتحول فيما الى «جثث رقمية» مثلما وصفها الكتاب، وتنتهي الى المقبرة الرقمية او الذاكرة الرقمية اليائسة على حد وصف المؤلف، في الوقت نفسه فان الخداع الرقمي انتشر بنسب كبيرة نتيجة وجود هذه الملامح غير الحقيقة، وقاد بالتالي الى اشياء اكبر في المآزق النفسية والعلل الداخلية.

ان هذه الكتاب يعد اضافة جديدة ربما في حقول الرقمنة، وان مضمونه يحاكي الازمة التي يمر بها الكثير من اساتذة الاتصال الذين يلاحظون صعود ظواهر جديدة على مسار الالفية الاخيرة. من زاوية اخرى فان المؤلف قدم موضوعات واضاءات تصلح ان تكون موضوعات لدراسات علمية مهمة في مجال الاتصال والاعلام، وهذا ما نرجوه للدارسين في هذا المضمار، وكذلك ما نمتن المؤلف على تقديمه لنا.


مشاهدات 134
الكاتب أحمد جمعة فاضل
أضيف 2024/09/03 - 11:00 PM
آخر تحديث 2024/09/14 - 6:54 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 400 الشهر 5664 الكلي 9994286
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير