دعوة لإستخدام الذكاء الإصطناعي في المؤسسات الحكومية
رائد الهاشمي
نتيجة التسارع في التطور التكنلوجي عالمياً في جميع المجالات ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي الذي اصبح يستخدم في جميع مجالات الحياة وفوائده لاتعد ولاتحصى , لذا وجب على حكومتنا أن تتبنى استخدامه في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية لكي تعمل على تطويرها لكي تسهم في تحسين الكفاءة وتعزيز الشفافية وتقديم خدمات أكثر تطورًا وسرعة للمواطنين.
تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي لتشمل العديد من المجالات مثل إدارة البيانات والأمن السيبراني والتفاعل مع الجمهور, فيما يلي أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي التي يمكن تفعيلها في المؤسسات الحكومية:
الذكاء الاصطناعي
1.تحسين الكفاءة والإنتاجية:
يساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة العديد من العمليات الإدارية في المؤسسات الحكومية، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة التشغيلية حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة فائقة، مما يسهل عملية اتخاذ القرارات ويقلل من الأخطاء البشرية وعلى سبيل المثال، يمكن أتمتة مهام إدارة الموارد البشرية مثل تصنيف المستندات ومعالجة الطلبات وتقديم تقارير الأداء.
2. تحليل البيانات الضخمة:
تتعامل الحكومات مع كميات هائلة من البيانات التي تحتاج إلى تحليل مستمر لاتخاذ قرارات استراتيجية فعالة وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن تحليل هذه البيانات الضخمة بطريقة فعالة وبوقت قياسي مما يساعد في كشف الأنماط والتوقعات التي قد تكون مخفية في البيانات وهذا الأمر مهم بشكل خاص في مجالات عديدة مثل الصحة العامة حيث يمكن التنبؤ بانتشار الأمراض أو احتياجات الرعاية الصحية وغيرها.
3. الأمن السيبراني:
في عصر يعتمد بشكل كبيرعلى التكنولوجيا الرقمية تصبح حماية البيانات الحكومية والبنية التحتية الرقمية أمرًا بالغ الأهمية ويمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الأمن السيبراني من خلال اكتشاف التهديدات في وقت مبكر والاستجابة لها بسرعة حيث تعمل الأنظمة الذكية على تحليل سلوك المستخدمين والبحث عن أي أنشطة غير طبيعية قد تشير إلى اختراقات أو تهديدات أمنية مما يوفر الحماية الأمنية للمؤسسات.
4. التفاعل مع المواطنين:
أحد أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي هو تحسين تجربة المستخدمين في التعامل مع الخدمات الحكومية حيث يمكن للحكومات استخدام تقنيات مثل الروبوتات التفاعلية وأنظمة التفاعل الصوتي لتقديم خدمات الدعم الفوري للمواطنين، مثل الإجابة على الأسئلة الشائعة أو المساعدة في ملء الاستمارات وغيرها من الخدمات الضرورية للمواطن.
5. التخطيط العمراني والتنمية:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين التخطيط العمراني من خلال تحليل الأنماط السكانية وحركة المرور والمعلومات البيئية وعلى سبيل المثال يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأماكن الأنسب لبناء المدارس أو المستشفيات أو تحسين تخطيط شبكات الطرق.
6. التنظيم والرقابة:
انشطة تجارية
يتيح الذكاء الاصطناعي للمؤسسات الحكومية مراقبة الأنشطة التجارية والتنظيمية بشكل أفضل حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في مراقبة الامتثال للقوانين واللوائح الحكومية عبر تحليل البيانات ذات الصلة واكتشاف التباينات والأنماط غير المعتادة التي قد تشير إلى خروقات.
7. التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي:
على الرغم من الفوائد الكبيرة للذكاء الاصطناعي، هناك تحديات مرتبطة بتطبيقه في المؤسسات الحكومية، منها:
أ-قضايا الخصوصية: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي الوصول إلى كميات ضخمة من البيانات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن الخصوصية.
ب-البنية التحتية التقنية: تطبيق الذكاء الاصطناعي يتطلب وجود بنية تحتية تقنية متطورة تتضمن أنظمة متكاملة وقواعد بيانات عالية الكفاءة.
ت-التكلفة والتدريب: يحتاج تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى استثمارات كبيرة في التكنولوجيا وكذلك تدريب الموظفين على كيفية استخدام هذه التقنيات.
خلاصة القول ان استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية يمثل تحولًا هامًا نحو تعزيز الكفاءة والابتكار في تقديم الخدمات العامة ومع أن هناك تحديات يجب التعامل معها فإن الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات الحكومية هو تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتعزيز الأمن وتجعل منه أداة قيمة في المستقبل ومن المتوقع أن يشهد المستقبل المزيد من التطبيقات المبتكرة للذكاء الاصطناعي في هذا القطاع الحيوي.
باحث وخبير اقتصادي