أهمية الذكاء الإصطناعي في العمل القضائي

كاظم عبد جاسم الزيدي

يعتبر الذكاء الاصطناعي احد فروع علم الحاسوب وقدرة اجهزة الكمبيوتر على اداء مهام معينة و خلق وتصميم برامج تحاكي الذكاء البشري حيت يتمكن جهاز الحاسوب من اداء مهام معينة بدلا من الانسان وتماثل تلك التي تقوم بها الكائنات الذكية من تفكير وسمع وتكلم وحركة و التعلم من التجارب السابقة بأسلوب منطقي و منظم و ان قدرة الذكاء الاصطناعي تعني قدرة الكمبيوتر ببرامج تجعله يبدو وكانه يملك عقلا يحاكي القدرات العقلية البشرية بأنماطها المختلفة بطريقة مماثلة تماما مثل البشر ويعد استخدام الذكاء الاصطناعي من الركائز الاساسية  التي تساهم في مواكبة التطورات والتحولات الرقمية  والذكاء الاصطناعي في مجال العمل القضائي هو استخدام قدرات التنبؤات المستقبلية وتحليلات انظمة الكمبيوتر او الآلات ومحاكاة السلوك البشري في تحليل البيانات القضائية المتاحة في الانظمة التشغيلية في النظم القضائية وان نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي من خلال التكنولوجيا الداعمة والتقاضي الالكتروني لان هناك بعض القضايا البسيطة إجرائيا وموضوعيا لا تحتاج الى اجراءات قضائية معقدة بحيث يسهل معالجتها  بصورة اقل تعقيدا فيمكن الاستعانة بتقنية الذكاء الاصطناعي فيها لحل وتسوية هذه المنازعات وإنهائها ببعض الخطوات الإجرائية البسيطة وان وظيفة القضاء في نظر الدعاوى والتحقق من الادعاءات والاوراق المقدمة من طرفي الدعوى بحيث تبدا المحكمة في نظر هذه الادعاءات على ضوء اجراءات قضائية و نصوص قانونية ثابتة حتى صدور حكم فاصل في الدعوى ولكن ليس كل ما تقوم به المحكمة هو اجراءات قضائية معقدة  و لكن هناك دعاوى بسيطة ويمكن تسويتها عبر تقنية الذكاء الاصطناعي حيث يتم ادخال المعلومات و الوقائع من الخصوم بشكل رقمي بواسطة الكترونية الذكاء الاصطناعي مثل قضايا المرور والاحوال الشخصية قضايا النفقة والمنازعات العمالية.

سيطرة وتحكم

وان هناك ضوابط لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي واهمها احترام  الحقوق الاساسية للأفراد والشفافية والحياد  والجودة في استخدام التقنية وسيطرة وتحكم المستخدم على تقنية الذكاء الاصطناعي وقابلية المعلومات القانونية لمعالجتها الكترونيا  وان استخدام الذكاء الاصطناعي يساهم في سرعة اجراءات التقاضي ويختزل في الجهد والنفقات و ينعكس ايجابا في سرعة حسم الدعاوى ذلك ان الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن برمجة للبيانات و استخدام  الذكاء الاصطناعي خوارزميات معينة تؤدي الى التعلم الالي  و في الذكاء الاصطناعي تقل الاخطاء حيث ان هذه التقنية تمتاز بالدقة اللامحدودة وللذكاء الاصطناعي القدرة على اتخاذ القرارات وتقديم المشورة القانونية للمتقاضين وتلخيص مستندات الدعاوى وفحصها ومعرفة نواقص المستندات المرتبطة بها و توفير  السوابق القضائية المرتبطة التي يحتاجها القاضي عند الفصل في الدعوى ومن المهم جدا ادخال انظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث القانوني واتاحة المعلومات القانونية من خلال الانظمة الحديثة ولكي يتم تطبيق انظمة الذكاء الاصطناعي فانه لابد من سن التشريعات وتحديثها  حيث لا يوجد في المنظومة التشريعية العراقية تنظيم قانوني كاف للذكاء الاصطناعي من حيث انتاج تطبيقاته الذكية ولا حتى كيفية استخدامها بصورة سليمة وفق ما يعرف بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي نظمته التشريعات المقارنة وان استثناء المشرع العراقي في قانون التوقيع الالكتروني والمعاملات الالكترونية العراقي رقم 78 لسنة 2012 لبعض المسائل من امكانية اتمامها بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وخاصة التصرفات المتعلقة بالأموال غير المنقولة ورغم ان البعض يرى ان الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات ادراكية تفضله على الانسان كالاستشعار والتحسس والتعلم الالي السمعي والبصري الذي يفوق القدرة البشرية  الا انه لا يرقى لمستوى الانسان  في نظر القانون حتى الان  ونظرا لأهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي لابد من تعديل القانون واجازة ابرام التصرفات القانونية كافة باستخدام التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي  وان هناك فرصة حقيقية يمكن ان يقدمها الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل القانوني من خلال تسريع الاجراءات القضائية ومعالجة البيانات الضخمة بسرعة وبدقة حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي كأدوات تعزز دقة وفاعلية العمل القضائي