الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إيران بعد هنية .. ضرورة التقييم والتقويم

بواسطة azzaman

إيران بعد هنية .. ضرورة التقييم والتقويم

محمد صالح البدراني

 

أمة غثاء:

منذ أمد طويل وهنالك تجنب للمواجهة بين إيران ومنافس يريدها بحجم محدود فهي ضمن الاستراتيجية للمنطقة بحجم تحت السيطرة مما قد لا يرضها، ويراد للمنطقة كلها لا تأتلف ولا تتفاهم ولا تقف متماهية ولا منسجمة ولا ترحم بعضها بعضا، أما ما يقال عن الاستقرار فهو ضمن رؤية من يملك الخيوط المهمة الاستراتيجية كانت ومازالت الى اللحظة بيد تحالف البارز فيه هو الولايات المتحدة، وان أعطت بعض النفوذ الظاهر لهذا الطرف أو ذاك فهذا ليس حقيقيا بل لتوجيهه بالإيحاء بما يفيد إمضاء ما يخطط بأقل كم من التحديات.

هذه الأمة لم تجمعها ولن تجمعها الخلافات والاستقطاب أو النظر إليها بشكل مكونات وتتجه الى الروابط الهابطة عرقية أو طائفية أو عنصرية حزبية وانفراد في الراي والهيمنة مع التشظي وتعميقه، لهذا لم ينتصر ولن ينتصر أيا منا لأننا أصبحنا أمة بهت مثل اليهود في عهود الانكسار، نهين بعضنا ونستحل دماءنا وهي حرام علينا وكل ما حرم حتى لم يعد يفكر أحد بالأمة الواحدة وإنما إلغاء الآخر واسود على الأخوة وللأجانب عبيد كما يقال.

بالتأكيد لن أوحد أمة غثاء بهذه الكلمات لكن العدل منهج ممسك الكلمة على الأقل فالكيان بقتله لهنية بهذه الطريقة والمكان والمناسبة التي أحالها أحزانا على أحزان ارتكب خطأ مميتا إن بقت بقية في هذه الأمة، تصور لبصمته قبل الإعلان أن يتوجه الناس للظنون بان المضيف قتل ضيفه، أو أن الرد سيكون كما كان فتفقد الثقة بإيران فالكيان ينظر لإيران منافسا لمكانته الاستراتيجية بالنسبة للغرب، فبذلك يروج ويطلق ما يزعزع أركانها لكن من خطط نسي المسألة الحضارية وهي الأفكار والقيم والعادات والتقاليد فقطع الكيان قول كل خطيب يبرر أو يحاور أو يسعى للسيطرة وتوجيه فاعلية ايران من خلال طموحها بشكل وآخر هذا ظاهر الأمر.

إيران لا تقتل ضيفها

هناك محللون سياسيون يتصورون أن قتل هنية في ايران ممكن أن يكون تدبيرا إيرانيا رسميا ,,,,,, وهذا امر ساذج بمجرد أن يخطر على بال، لان لو كان هذا واقعا كفرضية مستبعدة أصلا فلن يكون تنقيدها على الأرض ولا في ضيف  فلو قتل خامنئي نفسه أهون على ايران وخامنئي نفسه من قتل هنية وهو في ضيافة ايران، لانه بقتله قتل ما يموت الإنسان من أجله (قتل الشرف) ولا أظن أن ايران تختلف عن شعوب المنطقة في هذا والا الحديث و الاستناد الى أية قيمة لا يعني شيئا، فهو مدعو وبحماية ايران كما الحسين دعي بحماية من غدر به ولا يمكن أن تجسد ايران هذا الدور وهذا الإخفاق التاريخي والأيديولوجي... قد يكون استضافته في دار عارية تحيطها المرتفعات اختراقا وهو تعبير ملطف للخيانة في مثل هذه الحالة، حالة كربلائية، فهو تنازل عن الشرف ممن خان لا يمكن أن يحدث إلا من فئة ضالة والا قطع الغصن الذي تجلس عليه البلاد، أما الحدث انتهك السيادة فهو امر تكرر وتتجنب تأطيره ايران من اجل ألا تخوض حربا مباشرة وهذه الاستراتيجية قد تنفع إن تطابقت مع استراتيجية المهيمنين على المنطقة فتكون أحد تكتيكات تنفيد الاستراتيجية لكن من الواضح أن شمشون لديه بقايا طول من شعر وسيضع يديه على أعمدة الهيكل ليقول علي وعلى أعدائي هكذا فعل  شمشون في غزة نفسها عندما اسقط الهيكل في الأسطورة وتحول اليوم بقتل هنية الى طهران التي قد تأخذ إن اضطرت بمنطق شمشون عندما تنعكس الأدوار في التاريخ ويتحول المظلوم موضع الظالم ويقوم باختراق القيم الآدمية بدعم من قوى متنفذة في العالم متمكنة.

سؤال استراتيجي وجواب: هل هنالك رد فعل؟

من الخطأ أن يكون هنالك رد لفعل.... فرد الفعل مساو في المقدار ولا يعوض خسارة العرف، واستشهاد هنية ضمن القضية وليس كل القضية، إذن ما هي ملامح الاستراتيجية؟

الاستراتيجية المطلوبة التأسيس لفعل حاسم وليس رد فعل، لكن هل يمكن هذا بعد الذي حصل من إضعاف للامة بيد الامة طيلة الأعوام العشرين الماضية، والتي أكملت على الأعوام العشرين السابقة لها في صراعات غير مبررة.

البدء بعمل لا يتوقف مهما كان الثمن لإصلاح ما انكسر ثم لا ينبغي أن تتقيد باللعبة الدولية وقواعد اشتباك تبقيك في طوق تتأكل فيه قوتك والثقة بك وتتفكك داخليا وهذا واضح جدا ثمن وضوحه دم أبو العبد، فلولا الضعف الداخلي في إيران لما كان ممكنا أن يحصل اختراق إن لم يك عبوة تحت السرير فوجوده في مكان إقامة مسيطرة عليها الجبال المحيطة........ حسابات سريعة مطلوبة لكن البقاء في القيد نهاية بلا أثر تاريخي.

الغرور الذي لا يتوقف

ما يفعله الكيان في غزة لا يمكن النظر فيه إلا أن هذا الكيان عنصري إن تمكن يتمكن كاي جبان يضرب بقسوة، وان كانت الولايات المتحدة تساند الكيان فهي لا تفكر أن هذا الذي يحصل تنشيط لبركان أمة إن انفجر فلن يكون اقل خطورة من فوهة بركان يلو ستون التي ترتفع شامخة نحو 2400 م فوق مستوى سطح البحر.

 


مشاهدات 73
الكاتب محمد صالح البدراني
أضيف 2024/08/20 - 4:56 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 4:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 9309 الكلي 9984853
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير