الكوفة تحصد تقدماً بين الجامعات ضمن تصنيفات عالمية

باحث عراقي يكشف عن علاقة بين الإنجاب والتوحّد

بغداد - ابتهال العربي

النجف - سعدون الجابري

اكتشف العالم العراقي، عادل عبد الرحمن الصالحي، ضمن جهوده العلمية المتواصلة، علاقة بين الانجاب والتوحد، وذلك بعد أيام قليلة من نشر بحثه الأول حول ارتباط جودة الحيوانات المنوية بانتشار اضطراب طيف التوحّد أي اس دي. وتمكّن الصالحي من نشر دراسة حديثة في مجلة كيو وان العالمية، عن ارتباط وثيق بين الصحة الإنجابية لدى الإناث وانتشار اضطراب التوحد بين عامي 2000 و2024. وتوصّلت نتائج البحث المتعلقة بانتشار التوحد الى (وجود ارتباط علمي قوي بين عوامل الصحة الإنجابية والتوحد)، واستناداً إلى (تحليل إحصائي معمّق وتقنيات تعلم الآلة، كشفت الدراسة عن علاقات ارتباطية عالية الدلالة بين معايير الصحة الإنجابية لدى الإناث وانتشار أي اس دي، ومن أبرز النتائج التي توصل إليها هذا الاكتشاف عوامل ارتبطت بزيادة معدلات التوحد، الارتباط القوي بين تقدم عمر الأم وزيادة معدلات التوحد، مستويات بعض الهرمونات الإنجابية الإستراديول، فقد أظهرت ارتباطات معنوية مع معدلات أي اس دي)، وأشارت الدراسة الى (عوامل تتعلق بانخفاض معدلات التوحد، منها عدد الجريبات الغازية  أي اف سي، هرمون أي ام اج، فقد لوحظ ارتباط سلبي بين هذه المؤشرات وانتشار التوحد، الى جانب ارتفاع معدلات الخصوبة نظراً لانخفاض حالات أي اس دي)، وأوضح الصالحي ان (الدراسة استخدمت تقنيات تعلم الآلة، وأظهر نموذج الغابة العشوائية دقة تنبؤية عالية، حيث تمكن من تفسير 96,9 بالمئة من التباين في انتشار التوحد، وكان عمر الأم هو العامل الأكثر تأثيراً، بمساهمة بلغت 75 بالمئة في النموذج التنبؤي)، ويأتي هذا البحث استكمالاً للاكتشاف وللدراسة التي نشرها الباحث مؤخراً عن (العلاقة بين صحة الإنجاب لدى الذكور وانتشار اضطراب التوحد، لتسليط الضوء على دور الصحة الإنجابية لكلا الجنسين في التغيرات الوبائية أي اس دي)، وقال الصالحي المختص في علم الأعصاب والصحة الإنجابية للتوحد، في تصريح امس ان (نتائج البحث تكشف عن عوامل صحية إنجابية ذات دلالة ارتباطية كبيرة مع اضطراب التوحد، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الاضطراب على مستوى البيولوجيا الإنجابية، واستمرار البحث في هذه المجالات قد يساعد على تطوير استراتيجيات وقائية مستقبلية).

إنجاز علمي

وذكرت رابط البحث في مجلة الطبيعة للتقارير العلمية العالمية، ان ( هذا الإنجاز العلمي يعكس الدور الريادي للباحثين العراقيين في تقديم دراسات متقدمة على المستوى العالمي، وهو ما يعزز مكانة البحث العلمي العراقي في الأوساط الأكاديمية الدولية). ويبدع الصالحي في بحث جديد ونوعي المصنف ضمن الفئة كيو وان عالمياً، والذي يأتي هذا البحث استكمالاً لدراسة سابقة لاقت اهتماماً دولياً وعربيا ومحلياً واسعاً. وكشفت النتائج الجديدة عن (علاقات ارتباطية قوية جداً بين الصحة الإنجابية للإناث وانتشار اضطراب طيف التوحد).  حققت جامعة الكوفة بالنجف، تقدماً في تصنيف يو ار أي بي العالمي، ضمن الأداء الأكاديمي للجامعات. وقال مدير قسم ضمان الجودة والأداء الجامعي، علي حسين الرماحي، في تصريح امس ان (جامعة الكوفة أنجزت تقدماً ملحوظاً في تصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات، حاصلة على المرتبة 2462 عالمياً بإجمالي 164.15 نقطة ، و أحتلت المرتبة 14 محلياً من بين 20 جامعة عراقية ، مما يعكس تطور أدائها الأكاديمي و البحثي)، مشيراً الى (مواصلتها العمل على تعزيز موقعها الأكاديمي من خلال تطوير البحث العلمي و زيادة تأثيرها)، واضاف الرماحي ان (هذا التقدم يعد ثمرة جهود جماعية مستمرة، للأرتقاء بجودة التعليم و البحث العلمي بالجامعة)، من جانبه أوضح مسؤول وحدة التصنيفات في الجامعة، حيدر يوسف المنصوري، ان (تصنيف يو ار أي بي، يعتمد على مجموعة من المؤشرات التي تقيس الأداء البحثي)، لافتاً الى ان (جامعة الكوفة سجلت 17.65 نقطة في مؤشر المقالات العلمية، و40.4 نقطة بمؤشر الإقتباسات، مما يعكس جودة أبحاثها و تأثيرها العلمي)، وذكر انه (حصلت الجامعة على 19.35 نقطة في إجمالي الوثائق، و 29.08 نقطة في مؤشر تأثير المقالات، و26.54 نقطة في مؤشر تأثير الإقتباسات سي أي تي، فضلاً عن 31.12 نقطة في مؤشر التعاون البحثي).

إنتاج بحثي

مؤكداً ان (الجامعة تسعى إلى تحسين موقعها العالمي من خلال تعزيز الإنتاج البحثي و التعاون الدولي ، بما يعزز تحقيق أهدافها في الارتقاء بجودة التعليم و البحث العلمي). ونجحت الجامعة بإنجاز أكاديمي اخر جديد، بإدراجها للمرة الأولى ضمن تصنيفات  كيو اس العالمية، والذي وصفه خبراء بانجاز يعكس تطور الجامعة في مجالات البحث العلمي و التعليم العالي. وبين مدير قسم ضمان الجودة و الأداء الجامعي في جامعة الكوفة، علي حسين الرماحي، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (هذه التصنيفات تعد خطوة نوعية في مسيرة الجامعة، ويأتي وفقاً لمعايير تعتمد السمعة الأكاديمية والتوظيف، و مدى تأثير الأبحاث العلمية ، فضلاً عن قوة شبكات البحث الدولية التي ترتبط بها الجامعة)، من جانبه أوضح مسؤول وحدة التصنيفات في الجامعة، يوسف المنصوري، ان (تصنيفات كيو اس تعتمد على تحليل دقيق لأداء المؤسسات الأكاديمية في مجالات محددة)، مشيراً الى (تقييم البرامج حسب تأثيرها البحثي و مدى حضورها الأكاديمي عالمياً)، وأضاف ان (إصدار العام الجاري شمل دراسة بيانات أكثر من 5,200 مؤسسة تعليمية ، و تصنيف 1,747 جامعة تتضمن 55 تخصصاً أكاديمياً ، ما يجعل إدراج جامعة الكوفة ضمن هذه القائمة، ويعكس الجهود المبذولة لتعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي و الدولي)، وتابع ان (هذا الإنجاز يمثل دفعةً جديدة لمساعي الجامعة نحو تعزيز تفاعلها العلمي، ويؤكد تطور منظومتها البحثية و التعليمية)، واكد المنصوري ان (الهدف من ذلك هو تحسين الأداء الأكاديمي و توسيع الشراكات البحثية، لتحقيق مراتب متقدمة أكثر في التصنيفات العالمية خلال السنوات المقبلة).