تحليل هتاف أصوات نشاز في ملعب رياضي ورد الفعل العراقي المناسب
بغداد- انوار داود الخفاجي
تعد هتافات الجماهير في المباريات الرياضية جزءًا لا يتجزأ من الأجواء الحماسية التي تميزها، وهي تعكس مشاعر المشجعين، سواء كانت دعمًا لفريقهم أو استفزازًا للفريق الخصم. في سياق المباريات بين المنتخبات العربية، برزت هتافات معينة أثارت جدلًا، من بينها هتاف الجماهير الأردنية والفلسطينية بشعارات بعيدة عن الروح الرياضية ، وهو شعار يحمل دلالات متعددة تتجاوز مجرد الاستفزاز الرياضي، وهنا ، سنحلل الهدف من وراء هذا الهتاف وما يمكن أن يكــــــــون الرد العراقي المناسب عليه.
يمكن فهم هذا الهتاف من عدة زوايا، منها:البعد الرياضي والمنافسة الكروية مثل هذه الهتافات قد تكون مجرد وسيلة لاستفزاز اللاعبين العراقيين والتأثير على أدائهم داخل الملعب. في العديد من المباريات حول العالم، يستخدم المشجعون عبارات مستفزة ضد الفرق الخصمة بهدف إخراجهم عن التركيز وإضعاف معنوياتهم.
البعد السياسي
هناك توتر سياسي واجتماعي بين بعض الجماهير العربية والعراق، يعود إلى أسباب تاريخية تتعلق بالحروب والصراعات التي شهدتها المنطقة العراق كان له أدوار مختلفة في قضايا الشرق الأوسط، مثل القضية الفلسطينية، وحرب الخليج، وأحداث أخرى، ما أدى إلى تراكم مشاعر متباينة تجاهه في بعض الأوساط الشعبية.
البعد الاجتماعي والثقافي
تستخدم هذه الالفاظ في اللهجة العراقية بمعنى ذو دلالات ومعنى سلبي ومشوه للمجتمع العراقي ، وهي كلمة تحمل إهانة صريحة، مما يجعل الهتاف لا يندرج ضمن حدود المزاح الرياضي، بل يتعداه إلى إهانة شخصية للاعبين والمشجعين العراقيين. واستخدام عبارة روح ارجع لبغداد قد يحمل دلالات عنصرية أو تهميشية، وكأن العراق ليس مرحبًا به في الساحة الرياضية العربية.
عند التعرض لهتافات مستفزة، يمكن الرد عليها بأساليب مختلفة، بعضها عاطفي وبعضها عقلاني. لكن الرد المناسب يعتمد على الحكمة وضبط النفس، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يتعامل بها العراقيون مع مثل هذه الهتافات: التجاهل والتركيز على الأداء الرياضي أفضل رد في أي مباراة رياضية هو تحقيق الفوز داخل الملعب. الرد بالأهداف والانتصارات هو ما يجعل مثل هذه الهتافات بلا قيمة، لأن النتيجة النهائية هي التي تحدد قوة الفريق وليس الكلمات التي تُقال في المدرجات.
هتافات ايجابية
بدلًا من الرد بهتافات مشابهة تحمل شتائم أو إساءة، يمكن للجماهير العراقية تبني هتافات إيجابية تعزز الروح الرياضية وتؤكد على وحدة الشعوب العربية، مثل ترديد شعارات عن الأخوة والتضامن العربي.
المطالبة باحترام الروح الرياضية يمكن للاتحاد العراقي لكرة القدم تقديم احتجاج رسمي للفيفا أو الجهات الرياضية المسؤولة، خاصة إذا تكررت مثل هذه الهتافات بشكل منظم ومنهجي. الفيفا يفرض قوانين صارمة ضد العنصرية والإهانات داخل الملاعب. الحوار والتوعية يجب أن يكون هناك توعية على مستوى الإعلام والجماهير حول أهمية تجنب الهتافات المسيئة التي تثير الكراهية بين الشعوب. يمكن لوسائل الإعلام الرياضية والشخصيات المؤثرة في العراق الدعوة إلى روح التآخي والاحترام بين الجماهير العربية.
وفي الختام الهتافات الاستفزازية ليست ظاهرة جديدة في كرة القدم، لكنها تصبح مشكلة عندما تتجاوز حدود المنافسة الرياضية إلى الإساءة الشخصية أو العنصرية.
في حالة الهتاف بالفاظ بعيدة عن الروح الرياضية ، من الواضح أن الهدف منه يتعدى الرياضة إلى الإهانة المباشرة، لكن الرد المناسب يجب أن يكون عقلانيًا ومتزنًا، عبر التركيز على الأداء الرياضي والترويج لثقافة الاحترام والروح الرياضية بذلك، يمكن للعراقيين تحويل هذا الاستفزاز إلى دافع لمزيد من النجاح والتألق في الملاعب.