ما بعد تكريم المفكّر شعبان

أمجد توفيق

في النجف الأشرف أقيمت احتفالية كبيرة لتكريم المفكر الكبير الدكتور عبد الحسين شعبان في المجلس الثقافي لآل سميسم ، حضرها طيف واسع من سياسيين ومثقفين وأدباء ورجال دين ووجهاء النجف وشيوخها فضلا عن تمثيل للمرجعية الدينية العليا .. تم الاحتفال على خلفية كون الدكتور شعبان ابن النجف أولا ولبلوغه الثمانين عاما ثانيا ، والاهم من أولا وثانيا هو الإنجاز الكبير الذي حققه على صعيد الفكر والثقافة والأدب ، ونضاله الدائب من أجل حقوق الإنسان والانتصار له بمعزل عن أي توصيف ..

تكريمات متعددة

تحدث الجميع عن إنجازات الرجل ، واشادوا بدوره الكبير ونضاله المتواصل وتضحياته المشهودة ، وحين تكلم الدكتور شعبان أصر على مواصلة رسالته ، فبرغم الجو الاحتفالي والتكريمات المتعددة التي نالها ، تطابق الدكتور شعبان مع مسيرته وبصمته الفكرية وأصر على أن يكون واضحا وهو يمسك مشرط الجراح ويعمل في الخريطة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية محللا وكاشفاً لمواطن الخلل وتأثيراته القائمة او المستقبلية ، ويرسم في الوقت نفسه خريطة جديدة للعلاج ومواجهة الانغلاق أو الانكفاء على النفس ووضع العراقيل أمام التطور في جوانبه كافة وبخاصه في الدين والفكر والثقافة ..

كان شعبان شجرة عميقة الجذور ، ولأنه كذلك فإن عطر المديح ، ومعلقات الإشادة ، وجمال التكريمات كلها لم تمنعه من أن يكون متطابقا مع نفسه ، مؤمنا بدوره ، مصرا على إشاعة التنوير أينما يحل ..

المفكر عبد الحسين شعبان المحمل بأكثر من ثمانين مؤلفا ، ومئات المؤتمرات ، وقيادة عشرات الاجتماعات المفصلية المهمة ، والحامل للأوسمة من مختلف بقاع العالم ، بقي عراقيا صميما مرتبطا بأغاني الفقراء ، متحسسا الفوارق بين ما هو قائم وما ينبغي أن يكون ، مصرا على حمل شعلته المنيرة ..

أظن أن الوقت قد حان للاحتفال بإنجازات هذا المفكر الكبير على مستوى العراق ، احتفال بالمعنى الذي أنتجه ، وبالقدرة غير المسبوقة التي يتمتع بها ..

الاحتفال بالدكتور شعبان احتفال بالفكر والثقافة ..

إنها دعوة يحدوها الصدق واحترام جهد المبدعين ..