الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سياسة الضغط الأقصى  ومعالجتها

بواسطة azzaman

سياسة الضغط الأقصى  ومعالجتها

عباس الصباغ

 

مرة اخرى  يجد العراق نفسه في قلب الصراع بين واشنطن وطهران وبينما يحاول العراق تحقيق توازن دبلوماسي يحمي مصالحه فإن الضغوط المتزايدة قد تدفعه إلى اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بمستقبل علاقاته مع الطرفين ،  لذا يتوجب اعادة النظر في العلاقات بين العراق  وامريكا والاخذ بنظر الاعتبار مصالح العراق ومطالبة امريكا باحترام السيادة العراقية  بتفعيل العلاقات ضمن اتفاقية ضمن الاطار الاستراتيجي المبرمة  بين الطرفين 2008 والتي بقيت معطلة  دون فائدة لحد الان ، وتقليل الروابط المشتركة  مع طهران لذات السبب  . فلم يكن مفاجئا على المراقبين للشأن الامريكي خاصة  ـ بعد فوز الرئيس ترمب ورجوعه للمرة الثانية الى البيت الابيض ـ  ان يمسك ترمب بالعصا الغليظة من الوسط ويلوّح بها امام مايسميه بمحور الشر لاسيما ايران وباستخدام (سياسة الضغط الاقصى)  ضد هذا البلد  التي مارسها سابقا  إبان ولايته الاولى ملمّحا  باستخدامها  مرة اخرى في ولايته الثانية كجزء من وعوده الانتخابية ، ولكن لم يكن في الحسبان ان يدفع العراق الثمن باهظا لتلك السياسة  رغم تمسكه  بسياسة ضبط النفس والنأي عن المحاور  والمصادمات التي طالما اتبعها العراق في سياسته الخارجية  ومن نتائجها ان  لا يكون العراق متضررا أكبر من كل تصعيد بين واشنطن وطهران خاصة في ملف العقوبات،  اذ من مصلحة العراق أن يفكّ ارتباطه بالجارة الشرقية إلى حين أن تجد طهران حلولا معقولة مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه التحديد ، فالعراق يحاول قدر الامكان  تحقيق توازن صعب بين الضغوط الأمريكية والمطالب الإيرانية، فواشنطن تسعى إلى تقليص النفوذ الإيراني في العراق، بينما تريد طهران ضمان استمرار نفوذها  بشتى الوسائل والطرق .

قد يخلّف إلغاء إعفاء العراق عواقب وخيمة على الاقتصاد العراقي  كونه يستورد 7 آلاف ميغاواط من الكهرباء المولّدة بالغاز الإيراني، و1200 ميغاواط من الكهرباء المباشرة، وقد تنشأ انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي نتيجة لفقدان هذا المصدر من الطاقة اثناء الصيف القائظ ، عندما يرتفع الطلب على الكهرباء وسيكون التجهيز لحوال 6 ساعات حسب قول المختصين بالشأن الكهربائي  والمعروف ان العراق يستورد  في فصل الصيف 70 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني في اليوم لتغذية محطات توليد الكهرباء في البلاد، ويولّد نحو 5000 ميغاواط من الكهرباء بهذه الإمدادات، ويعني هذا التدفق أن طهران تلبي 40 % من احتياجات العراق من الكهرباء بتكلفة 4 مليارات دولار سنوياً، فإيران ليست مجرد ج ار، بل هي شريك اقتصادي وسياسي وأمني، مما يجعل أي تصعيد أمريكي ضدها يترك تداعيات مباشرة على الداخل العراقي.

ضغط اقصى

ولكن سياسة الضغط الاقصى لن تتوقف على الغاز بل  ستشمل القطاع الخاص الإيراني والتبادل التجاري بين العراق وإيران، إذ تمنع عملية التعامل المالي، وتركز على قضية النظام المصرفي العراقي وثمة توقعات بأن تشمل المذكرة لائحة عقوبات تستهدف جزءا من النظام المصرفي العراقي ، ورغم ذلك، يبقى العراق في وضع حرج، خاصة أن ملف الطاقة فيه يعاني من مشكلات متراكمة منذ سنوات، أبرزها التلكؤ في تطوير البنية التحتية للكهرباء، وعدم إتمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي، 

ومن الحلول المستعجلة في هذا السياق  ان الحكومة العراقية تؤكد أنها تعمل على تنويع مصادر الطاقة ضمن استراتيجية تستهدف تقليل الاعتماد على إيران، والتكيف مع أي متغيرات إقليمية ودولية قد تطرأ مستقبلاً تعمل الحكومة العراقية على تسريع مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج، وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة، في محاولة لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، لكن هذه المشاريع تحتاج إلى وقت قبل أن تعطي نتائج ملموسة  . ومن المعالجات الحكومية  المتخذة  لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني الذي يمثل مصدرًا رئيسيًا للطاقة في العراق، وبالتالي فإن الاعتماد على الطاقة الشمسية قد يسهم بشكل كبير في استقرار الوضع الكهربائي والذي اتخذ عدّة خطوات لتخفيف ندرة الكهرباء وتقليل اعتمادها على الطاقة الإيرانية استجابة للمشكلات الناجمة عن القرار الأميركي، وتُعدّ زيادة الطاقة المتجددة إحدى المبادرات الرئيسة، ومن المتوقع تركيب 12 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بحلول عام 2030 .

وان غدا لناظره قريب .


مشاهدات 181
الكاتب عباس الصباغ
أضيف 2025/02/17 - 12:45 AM
آخر تحديث 2025/03/15 - 6:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 364 الشهر 7728 الكلي 10568677
الوقت الآن
السبت 2025/3/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير