الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإسلام تأملي وتطبيقاتكم هوجاء

بواسطة azzaman

الإسلام تأملي وتطبيقاتكم هوجاء

نور النعيمي

 

نص دستور العراق 2005 على أن الإسلام دين رسمي للعراق، ولم يحدد أنه دولة دينية، مثلما أشار الى أن لغته هي العربية، ولم يلزم الشعب بالفصحى، إنسياقاً مع قوله تعالى: “لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي” و”أهديناه النجدين فإما شاكراً وإما كفوراً” و”كل نفس بما كسبت رهينة” و”ما أنت عليهم بمسيطر».

وما تبرج المراهقات، إلا خطأ تربوي، نحاول الحد منه بالتوجيه وليس القمع المشروط بعقوبة؛ فيستجيبن كرهاً، حاقدات على مصدر التشريع.. الدين، ومنبع القوانين.. الدولة، وكلاهما.. الدين بريء من المتطرفين، والدولة بريئة من المتعسفين في تطبيق صلاحيات إجتهادية غير مرتبطة بتعاليم دينية أو نصوص قانونية.«إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده”.. كلام قدسي، أعلى من حديث نبوي وأدنى من آية قرآنية، وبين الحديث والآية، ثمة محاججة عقلية، تفصل بين الصواب والخطأ، وتنتشل السلوك التأملي القويم، من مغبة الوقوع في درك التصرفات الهوجاء، فجمال الأنثى نعمة إلهية، يحق للمرأة التباهي بما وهبها الرب، لكن ثمة خطأ إجرائي، يمكن إفهامه لمن تتجاوز حدود المنطق، بأن التباهي بنعمة الجمال، يجب أن يتحدد بالزوج أو ما ملكت الأيمان، وهذا يتأتى طوعاً بالنصيحة المثلى والموعظة الحسنة، إقتداءً بعظمة مريم العذراء وعائشة أم المؤمنين و ورابعة العدوية، وبطولة زينب الحوراء وإنجيلا وجميلة بوحيرد وإداع مدام كوري وأديث ستويل ونازك الملائكة وآمال الزهاوي؛ فيمتثلن للقدوة التي تبعث في وجدانهن تطلعات لبوغ قبساً من نور منجزات أولئك النسوة اللواتي خلدهن التاريخ، بدل إبتذال إنوثتهن يفضحنا والرب منحهن فرصة سترها والإرتقاء بها.وهذا منهج إقناعي متحضر، يرتقي بالقيم الإسلامية الى مستوى مدني رفيع، بدل القمع والإضطهاد والويل والثبور، ومنع السافرة من دخول المدن التي تضم أضرحة أولياء، وتهديد شرطة المدينة بالعقوبة إذا فلتت سفور منهم الى مركز أو أطراف المدينة، وغلق المطعم الذي تأكل فيه سفور أو محل المرطبات الذي يروي عطشها، وكأن المدن شِعْبُ أبي طالب التي نبذ الكفارُ المسلمينَ إليها في شهر محرم سنة 7 للبعثة.توازنوا في دولة مدنية ولا تبالغوا؛ لأن تعاليم الإسلام تأملية واضحة، لا تجعلوا تطبيقاتكم هوجاء، فتسيئوا للدين والدولة وتمكنوا أعداءهما منهما، بل تعطوا حجة... تقوي العدو وتضعف الصديق.

 

 

 


مشاهدات 119
الكاتب نور النعيمي
أضيف 2025/02/15 - 12:05 AM
آخر تحديث 2025/02/23 - 1:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 393 الشهر 12644 الكلي 10408015
الوقت الآن
الأحد 2025/2/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير