الرئيس الأمريكي ترامب وفلسطين
سامي الزبيدي
بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية وحتى قبل تسلمه المنصب باشر في اختيار فريقه للمناصب الوزارية والأمنية والإعلامية والاقتصادية والواضح في اختياراته ان أغلب من اختارهم ممن يدعمون الكيان الصهيوني فقد عين ترامب كريستي نويم حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية بمنصب وزيرة للأمن القومي وهي التي سبق ان قدمت مشروع قانون لمواجهة انتقاد اسرائيل بدعوى ضمان امن شعب الله المختار وتشير المعلومات الى عزم ترامب للوفاء بوعوده بشان قمع النشطاء المناهضين للصهيونية والتصدي للمدافعين البارزين عن العدالة الاجتماعية وأعضاء الحزب الديمقراطي التقدميين بوصفهم أعداء للشعب اليهودي وهذه الأمور أثأرت حفيظة بعض الجهات الدولية وحتى الأمريكية ومنها جهات عربية , ومن المعروف ان موقف كل الرؤساء الأمريكان المنتخبين ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية فموقفهم منحاز بشكل كبير جداُ لإسرائيل وداعم لكل مشاريع الاستيطان والتوسع الإسرائيلية ولكل ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين وهذا ما يؤكد عليه اللوبي الصهيوني المؤثر في السياسة الأمريكية وفي عملية انتخاب الرئيس الأمريكي فكل رئيس أمريكي منتخب سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً يجب ان يحضا بدعم اللوبي الصهيوني مقابل تحقيقه الأهداف المهمة ولها الأسبقية على كل الأهداف الأخرى وأولها أمن الكيان الصهيوني وتقديم الدعم لهذا الكيان في جميع المجالات خصوصا العسكرية والعلمية والاقتصادية والمالية و تقديم المعلومات الاستخباراتية له والتكنولوجيا المتطورة وتقديم الدعم السياسي له في جميع المنظمات والمحافل الدولية خصوصاً منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها وهذه الأمور هي من أولويات كل رئيس أمريكي منتخب أما باقي الأهداف التي تخص سياسة الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والتجارية فيتبناها الكونكرس الأمريكي والرئيس والبنتاكون والاستخبارات الأمريكية(السي أي أي ) , ووفق هذه المعطيات يتم دعم المرشح للرئاسة الأمريكية . لقد شاهدنا وعاصرنا أحداث ولايات عدد من الرؤساء الأمريكان خلال العقود الماضية وكيف نفذ هؤلاء الرؤساء أهداف اللوبي الصهيوني كما مخطط لها ولا نذهب الى الماضي البعيد لكن لنتذكر الرئيس الأمريكي بوش الابن الذي أكمل مهمة والده كما حددها اللوبي الصهيوني وهي تدمير العراق أرضاً وشعباً وقوات مسلحة وبنى تحتية وصناعة وزراعة وصحة وتعليم عبر غزو العراق واحتلاله عام 2003 واهم ما دمره الاحتلال الأمريكي هو النسيج المجتمعي المتجانس ووحدة الشعب العراقي وروحه الوطنية , وما يهمنا هنا المهام المستقبلية للرئيس الأمريكي ترامب الذي فاز على منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد دعم اللوبي الصهيوني حملته بكل الوسائل مقابل دعم ترامب لإسرائيل وحماية أمنها وتقديم الدعم العسكري والمالي والاستمرار في تقديم الدعم السياسي لها في كل المحافل والمنظمات الأممية والدولية وأهمها مجلس الأمن ومنظمة حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وغيرها خصوصاً بعد أن خاضت حربين هامتين في عزة ولبنان تجاوزت فيهما كل القوانين الدولية الخاصة بالحروب وقوانين حقوق الإنسان مستخدمة كل إمكانياتها العسكرية ومعها إمكانيات ومساعدات أمريكا والدول والغربية في تدمير غزة وقتل المدنيين الأبرياء فيها من خلال القصف الجوي والبري باستخدام احدث الأسلحة وأكثرها فتكاً وتدميراً مسببة مجازر وحشية لا مثيل لها أدت الى استشهاد أكثر من سبعة وأربعين ألفاً من الفلسطينيين المدنيين الأبرياء وإصابة أكثر من مائة وعشرة آلاف منهم والحال نفسه ينطبق على لبنان حيث دمرت اسرائيل جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت تدميراً شبه كامل محدثة خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء ومع كل جرائم اسرائيل ومجازرها الوحشية ضد المدنيين في غزة ولبنان وكل عمليات التدمير للبنى التحتية ولمساكن المدنيين واستخفافها بالقوانين الدولية فالمؤشرات تؤكد على استمرار الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل خلال حقبة ترامب وما خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة واستقباله نتنياهو وتأكيد دعمه له ولكيانه وقطع التمويل المالي للانوروا التي تقدم الخدمات الإنسانية وخدمات التعليم للفلسطينيين وإعادة توريد الأسلحة لإسرائيل حيث تم الموافقة على صرف أسلحة وذخائر بأكثر من سبعة مليارات دولار إلا الدليل على ذلك وستعقب خطة ترامب لتجير سكان غزة عمليات التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية خصوصا دول الخليج العربي وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية , والمعروف ان ترامب في ولايته السابقة كان أول من اعترف بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة وقيامه بتقليل الدعم للقضية الفلسطينية وغلق القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية ودمجها في السفارة الأمريكية في القدس الغربية وإرغام بعض الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وكما حصل للإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والضغط على الفلسطينيين للقبول بصفقة القرن لإنهاء القضية الفلسطينية هذه الصفقة التي تسلب الفلسطينيين كل حقوقهم في أرضهم ووطنهم وتجعلهم أقلية تابعة لإسرائيل التي ستسيطر على كل فلسطين , فهل يتمكن ترامب من تنفيذ الصفقة خلال ولايته الجديدة؟ كما سيعمل على استنزاف الدول الخليجية مالياً بحجة حمايتها كما صرح بذلك أكثر من مرة وسيواصل دعمه اللامحدود للكيان الصهيوني ويساعده في تحقيق أهدافه على حساب قضية الشعب الفلسطيني الذي يطمح في العيش بسلام وأمان على أرضه وفي دولته المستقلة فلسطين وفق قرارات الأمم المتحدة.