المحكمة الجنائية الدولية تندّد بالعقوبات الأمريكية وتتعهّد بمواصلة إحقاق العدالة
نتنياهو يهدي ترامب بايجرا ذهبيا خلال زيارته البيت الأبيض
لاهاي, (أ ف ب) - نددت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات عليها متعهدة بمواصلة «إحقاق العدالة» في العالم.وقالت الهيئة في بيان إن “المحكمة الجنائية الدولية تندد بنشر الولايات المتحدة مرسوما يهدف إلى فرض عقوبات على موظفيها والإضرار بعملها القضائي المستقل والمحايد».
وفي بروكسل حذّر رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا امس الجمعة من أن العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية تهدّد المنظومة القضائية ككلّ، بعدما أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوما يفرض بموجبه عقوبات على الهيئة.وكتب كوستا على إكس أن “فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية يهدّد استقلالية المحكمة ويقوّض المنظومة القضائية الجنائية الدولية بنطاقها الواسع».وأعرب الاتحاد الأوروبي من جانبه عن أسفه للقرار الأميركي، «مع الاحتفاظ بحقّ اتّخاذ تدابير» من جانبه، وفق ما قال ناطق باسمه من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هذه التدابير.وصرّح المتحدّث باسم الاتحاد أن المحكمة الجنائية الدولية «تضطلع بدور محوري في صون العدالة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقاب»، بما في ذلك في أوكرانيا.واجتمع كوستا برئيسة المحكمة الجنائية الدولية توموكو أكاني الخميس في بروكسل .
دور اساس
وذكّر في هذه المناسبة بـ»الدور الأساسي» الذي تؤدّيه الهيئة «لإحقاق العدل لضحايا جرائم هي من الأفظع في العالم»، وفق ما جاء في منشور على «اكس».والخميس، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوما يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لاتهامها بـ»مباشرة إجراءات قضائية لا أساس لها ضد الولايات المتحدة وحليفنا المقرّب إسرائيل».ويحظر النص الذي نشره البيت الأبيض دخول مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها وعناصرها إلى الولايات المتحدة، وكذلك أقرب أفراد عائلاتهم وكل من قدم مساعدة في تحقيقات المحكمة.كما يلحظ المرسوم تجميد أصول جميع هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة.
وفي القدس أشادت إسرائيل الجمعة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرضه عقوبات على المحكمة التي وصفتها بأنها «لاأخلاقية» وغير شرعية.وكتب وزير الخارجية جدعون ساعر على إكس “أشيد بقوة بالأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية المزعومة» معتبرا أن قرارات الهيئة «لاأخلاقية وعارية عن أي أساس قانوني».
على صعيد متصل أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن الوزير ماركو روبيو سيجري أول زيارة للشرق الأوسط هذا الشهر، وذلك عقب تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن نقل سكان قطاع غزة.وقال المسؤول طالبا إغفال اسمه إن روبيو سيحضر مؤتمر ميونخ للأمن، ثم يزور إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 18 شباط/فبراير.وطرح ترامب الثلاثاء خلال استقباله في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فكرة غريبة وغير مسبوقة تقضي بأن تسيطر الولايات المتحدة على غزة بهدف إعادة إعمارها وتطويرها اقتصاديا بعد ترحيل سكان القطاع إلى مصر والأردن اللذين سارعا إلى رفض هذه الفكرة، على غرار ما فعل الفلسطينيون أنفسهم ودول عدة حول العالم.وأعلن روبيو الأربعاء أن اقتراح ترامب بشأن غزة يقضي بخروج الفلسطينيين من القطاع موقتا ريثما تجري إعادة إعماره.وقال لصحافيين خلال زيارة لغواتيمالا إنّ اقتراح ترامب «لم يكن معاديا، كان على ما أعتقد خطوة سخية جدا، كان عرضا لإعادة الإعمار وتولّي الإشراف على إعادة الإعمار».في وقت سابق الخميس في سانتو دومينغو، قال وزير الخارجية الأميركي إن الدول التي تنتقد خطة الرئيس ترامب لقطاع غزة يجب أن تتدخل وتقدم مقترحاتها الخاصة لمساعدة القطاع الفلسطيني. وأضاف روبيو لصحافيين في جمهورية الدومينيكان «هناك دول في المنطقة تعرب عن قلق شديد. نحن نشجعها» على الانخراط و»توفير حل واستجابة لهذه المشكلة».وأعربت الدول العربية والزعماء الفلسطينيون عن معارضتهم الشديدة لاقتراح ترامب نقل سكان قطاع غزة الذين يقدر عددهم بنحو مليوني نسمة بعد الحرب المدمرة التي اندلعت بسبب هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ضد الأراضي الإسرائيلية.وأكد وزير الخارجية الأميركي مجددا أن ترامب يقترح إعادة بناء هذا القطاع الذي أصبح «غير صالح للسكن» حاليا.وأضاف المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أنه في مواجهة الدمار الهائل الذي لحق بغزة خلال الأشهر الـ15 الماضية، فإن «ماركو روبيو والعالم يعلمان جيدا أن غزة ليست مكانا يمكن العودة إليه». وقال «ثمة حاجة إلى التحدث عن هذا الأمر بشكل جدي وأعتقد أن الرئيس (ترامب) بدأ الحديث عن هذا الأمر».
عملية دامية
الى ذلك أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتانياهو أهدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهاز بايجر من ذهب، خلال زيارته الى البيت الأبيض في واشنطن، للتذكير بالعملية الدامية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد عناصر حزب الله.وأشار المكتب الى أن البايجر يرمز إلى «نقطة تحوّل في الحرب» ضد حزب الله، في إشارة الى الهجوم الصادم الذي نفّذته إسرائيل ضد الحزب اللبناني في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بتفجير مئات آلاف أجهزة الاتصال الخاصة بالحزب ما تسبّب بمقتل العشرات وإصابة الآلاف بجروح، بينهم المئات من عناصر حزب الله.وأضاف مكتب نتانياهو إن هذه «العملية الستراتيجية» التي لم يكشف رسميا عن تفاصيل تنفيذها، «تُظهر قوة إسرائيل، وتفوقها التكنولوجي، وابتكارها التكتيكي ضد أعدائها».في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، اتفقت إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار بعد حرب استمرّت أكثر من سنة، وتصاعدت في الشهرين الأخيرين وترافقت مع حملة قصف إسرائيلي مدمّر على مواقع حزب الله والمناطق المحسوبة عليه في لبنان.ولا تزال القوات الإسرائيلية تنفّذ بين وقت وآخر عمليات وغارات في بعض المناطق في جنوب وشرق لبنان، متذرعة باستمرار وجود مسلح لحزب الله في هذه المناطق.وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الى دخل اليها في جنوب لبنان في غضون ثلاثة اشهر، وقد تمّ تمديد هذه المهلة حتى 18 شباط/فبراير.
كما ينص على انسحاب عناصر حزب الله حتى نهر الليطاني (قرابة ثلاثين كيلومترا من الحدود)، وعلى تطبيق قرارات دولية سابقة متعلقة بلبنان، ومنها ما ينص على نزع سلاح كل المجموعات المسلحة فيه، خارج القوات الشرعية.وقالت إسرائيل إن الجيش اللبناني لم يلبِّ التزاماته بموجب الاتفاق الذي ينص أيضا على أن ينتشر الجيش اللبناني في مواقع الحزب في المناطق الحدودية، وأن يتولّى تفكيك منشآته العسكرية.