أنتظرُ مايخبيءُ المطر
عبد الجبار الجبوري
كثيراً..
ما أرسمُ شفاهاً على الرّمل وأُقبّلُها...
وابحثُ..
عن إمرأةٍ تاهت في مجاهيل المدى ...
لستُ...
معنياً بجسدها...
بل بهمس مشاعرها...
وسرِّ أنوثتها المدفون بأعماق الذكرى...
وأنا أعرف..
أن الله خلق المراة من شهقة ليل...
ومن قبلة ضوء..
لتمتطيَ....
حصان الشوق الى جلجلة السراب...
فمن وسع عينيها...
أرى العالمَ أجمل...
، والليلَ أجمل..
ومن قماش كلامها أخيط عباءة القصيدة...
وأسرجُ مهرتها على سرج الغواة...
أيها الصمتُ..
لم تزلْ صديقَ قصائدي..
وحبيسَ أيامي..
ودمعةَ كلامي...
وحزنَ اغنيتي...
( ورق الأصفر شهر أيلول... تحت الشبابيك.. ذكرّني ورقو ذهب مشغوووول... ذكرّني فيك..)..
الذكرى...
مالُ المفّلسِ أمثالي...
تدقُّ بابَ النسّيان وترّحل...
وتبقى..
ملطخةٌ بالشوّق أصابعي...
أنتظرُ...
مايخبيءُ لي المطرُ..
من غيومٍ وعواصفٍ،ورياحٍ ثكلى...
ويكتبُ..
على جبين الليل..
تعاويذ وأحجية،خجلى..
فجأةً...
تهربُ من بين اصابعي..
غيمةٌ بلامطر..
وقبلةٌ بلا شفاه..
وليلٌ بلا نجوم..
وقلبٌ بلا نبضاتْ...
أيتّها الغافيةُ على غصنِ روحي..
تعالي الآن...
وشوفي...
ما تساقط بعد غيابك من وجع الكلام..
تصوّري..
أزهرتْ أشجار الغربة...،
في حدائق وجهي.
وإبيضّتْ لحْيةَ قلبي..
وشابَ حرفي من البُكا...
وما نزل المطر...
كنتُ إنتظرتُهُ دهراً بأكملهِ...
فعاف القطا طيب المنام...
وعمَّ الظلام وحدتي...
وهاجر القمر...
فقط..
في آخر الهزيع من الليل..
عيناكِ...
تضيئانِ الكونَ كلّه..
ويفرك صبحك عينا قصيدتي..
ويبدأُ النهار في وجهي...
أبلّلُ...
ضحكتكَ بعسلِ شِفاهي...
وأقودُ خَيلي الى بستان أنوثتكِ..
لترعى هناك..
بعشب طفولتك الولهى..
وتغرقُ..
في مرافيءِ القُبَلِ...
تنام قصيدتي بحضن عينيك.
وتطفيءُ..
أنوار الفوضى في خديك..
تبعثرني..
ايامُك في غياهب الليل..
فامسكُ...
ياقةَ ضحكتكِ وأنام..
تجيئينَ في حلمي كقديسة...
تغيبينَ كنسمةٍ.
وأموتُ كقمرْ...
أعرفُ...
تموتُ ضحكتكِ وراء الأفق..
وأموتُ..
بطعنةِِ قُبلة، او طعنةِ ذكرى...
وأبقى..
أنتظر طعنتك الاولى..
حينما..
تمرُّ طيوفُ الامس كلها..
ويهبطُ...
براحتي المطر...
لم انم وقتها من الفرح...
أكادُ...
أسمع نبضاتِ قلبكِ بقلبي..
وارى صورتكِ المعلقةَ بباب ايامي...
تحرسُ روحي، وتضيءُ ظلامي...
أيتها...
المحفورةُ صورتها بذاكرتي...
والمزروعة أيامها بأيامي..
شابت لحية ليلي..
وعلا وجهي..
غبار السنين الراحلات...
وإنطفأتْ...
أنجمَ السماءِ التي ليس لها مثيل...
وتاهَ...
في دروب الأسى...
ظِلُ الدليل...
كيف نلتقي يا همسة وجعي..
وبيننا...
جبالٌ من الأسى...
تلفّها السيولْ..
آتيتكِ...
ظمآناً يقتُلني العطشُ...
وتملأ وجهي..
أراجيف الزمان الوحيدْ....
أنتِ...
قُبلةُ فَمي...
وقِبلةُ يومي البعيدْ...
الموصل..
ملتقى وكازينو أم كلثوم.
٢شباط٢٠٢٥