الكهرباء تنتظر تدفّق الوقود الإيراني وقرار ترامب يخلق حالة من الإرباك
بغداد تتحرّك لإحتواء نقص الغاز وتطالب واشنطن بإستثناء جديد
بغداد - قصي منذر
يواجه العراق تحديات كبيرة في قطاع الطاقة بعد قرار الولايات المتحدة، إلغاء الاستثناء الممنوح له لاستيراد الغاز الإيراني، ما يهدد بتفاقم أزمة الكهرباء في البلاد التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء.
وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تصريح أمس ان (الإدارة الأمريكية السابقة كانت تعطينا استثناءً من هذه العقوبات)، وأضاف ان (حكومتنا لم تكتفِ بطلب الاستثناء، إنما بادرنا أيضاً إلى استثمار الغاز المصاحب)، وأشار الى ان (العراق لديه رؤية واضحة، وفي سنة 2028 سينتهي استيراد الغاز، وسيكون هناك استقلال للطاقة بشكل واضح)، مؤكدا أنه (بالمحصلة نحتاج إلى استمرار هذا الاستثناء طيلة هذه الفترة)، ولفت الى ان (العراق بدأ عملية ربط للطاقة مع دول الجوار حتى نغطي احتياجاتنا، وهذا جزء من مفهوم التكامل الذي نسعى إليه مع الأشقاء)، وأوضح السوداني انه (تم تنفيذ الربط مع الأردن وحالياً يُجهّز غرب العراق بالطاقة، ومن المأمول خلال هذا العام أن يتم إكمال الربط مع الكويت والمجموعة الخليجية، وأيضاً بدأنا بالتعاقد على الربط بين العراق والسعودية، كما تم تنفيذ الربط مع تركيا وبدأنا بتسلم الطاقة وبالنتيجة من الاتحاد الأوربي)، واستطرد بالقول ان (الحكومة أوجدت حلولاً، وننتظر بالتأكيد من الأصدقاء في الولايات المتحدة تفهم خطط الحكومة حتى يسمحوا لنا بالاستمرار في الاستعانة بالغاز الإيراني لحين إكمال مشاريعنا، والتي سيتم الاستغناء فيها عن أي غاز مستورد).
من جانبه، كشف وزير الكهرباء زياد علي فاضل، عن أسباب تراجع إنتاج الطاقة الكهربائية. وقال فاضل في تصريح أمس إن (توقف إمدادات الغاز إلى المنطقة الوسطى بشكل كامل لمدة شهرين، خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني، أدى إلى فقدان نحو 8 الاف ميغاواط من الطاقة الكهربائية)، وتابع ان (الوزارة لديها وحدات تخضع للصيانة استعدادًا لفصل الصيف المقبل، ما يؤدي إلى فقدان إضافي يبلغ 5 الاف ميغاواط، ليصل إجمالي الفقدان إلى 13 ألف ميغاواط)، ولفت الى انه (بحث برفقة السوداني مع الجانب الإيراني خلال زيارته الأخيرة الى طهران، ضرورة الالتزام بالعقود الموقعة بين وزارة الكهرباء وشركة الغاز الإيرانية، لضمان استمرار إمدادات الغاز)، ومضى الى القول ان (70 بالمئة من إنتاج الكهرباء يعتمد على الوقود)، وقال فاضل ان (الوزارة لا تزال بانتظار استئناف تدفق الغاز من إيران)، ومضى الى القول ان (الجانب الإيراني وعد بالالتزام بتوفير كميات أكبر من الغاز مع اقتراب صيف عام 2025). ويعتمد العراق منذ سنوات طويلة، على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، ولاسيما في ذروة فصل الصيف، بعد صدور إعفاءات أمريكية. وألغى الرئيس دونالد ترامب، الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، وذلك ضمن حزمة العقوبات الجديدة على طهران. وتضمنت المذكرة التي وقعها ترامب، التي تهدف الى ممارسة أقصى الضغوط ضد إيران (اتخاذ خطوات فورية، بالتنسيق مع وزير الخزانة والوكالات الأخرى ذات الصلة، لضمان عدم استخدام النظام المالي العراقي من قبل إيران للتهرب من العقوبات أو التحايل عليها، وعدم استخدام دول الخليج كنقاط شحن للتهرب من العقوبات)، وأضاف بيان امس ان (الفقرات في المذكرة، تضمنت جزءا منها مراجعة أي ترخيص عام أو سؤال متكرر أو أي إرشادات أخرى توفر لإيران أو أي من وكلائها أي درجة من الإغاثة الاقتصادية أو المالية بغرض تعديلها أو إلغائها، وتعديل أو إلغاء الإعفاءات من العقوبات، ولاسيما تلك التي توفر لإيران أي درجة من الإغاثة الاقتصادية أو المالية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمشروع ميناء تشابهار الإيراني).