ترامب وغزة.. شرعية القوة أم قوة الشرعية ؟
خالد الدبوني
في تصريح وقح أبعد ما يكون عن الدبلوماسية قال ترامپ في رسالة تهديد واضحة ( سيفعلون) !!هو يتصّرف بعقلية التاجر الذي ، نراه يعّربد ويزمّجر مرة مع المكسيك وكندا وتارة مع الصين وأخرى مع الإتحاد الأوربي، إلا أن ما يقلقنا نحن العرب هو محاولته لإحياء مشروعه القديم (صفقة القرن ) من جديد ، وبدأ خطته بغزة أولا عندما تحّدث عن إعادة إعمار غزة في ١٠ الى ١٥ سنة يكون فيها الغزاويين خارج أرضهم من أجل إعمار غزتهم وتحويلها الى سنغافورة ثانية ! وهو يسعى لفرض الحلّ بالقوة وجرّب ذلك على كل من مصر و الأردن تطبيقا لنظرية (شرعية القوة ) الأمريكية العسكرية الاقتصاديّة الجبارة والتي أصبحت تحت قبضة التاجر المخضرم ترامب !في المقابل تقع هاتين الدولتين تحت ضغط كبير لا نعلم كيف ستتخلص منه ، والسلاح الوحيد الذي تمتلكه الدولتين للنأي بنفسها عن هذا المشروع الخبيث هو( قوة الشرعّية ) وليس شّرعية القوة الأمريكية ! وقوة شرعية العرب مستمدة من القرارات الدولية الممنوحة لأهل غزة وفلسطين .
وبالتالي أصبح المجتمع الدولي والعربي على المحك الآن ومطلوب من الدول العربية والإسلامية خاصة إتخاذ ما يجب إتخاذه لإفشال مشروع العم سام . مع الأخذ بالإعتبار موقف السعودية الواضح برفضها تهجّير الفلسطينيين وعدم التطبيع إلا بتنفيذ حل الدولتين .الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد من قبل ترامپ ولا أظن إنه سيقبل بالرفض العربي ولكن وفي نفس الوقت وبتصريحه الأخير يكون قد وضع الرئيس السيسي و الملك عبدالله في موقف اللارجعة أمام شعبيهما وإذا ما رضخوا للعم سام فسيكون بمثابة إنتحار سياسي لكليهما وبالتالي من غير المتوقع أن يرضخوا لترامپ وسيضطر للبحث عن حلول بديلة وصولا لتنفيذ مشروع صفقة القرن .