ترامب يدعو إلى تذكّر اللـه وهو ينساه
غزاي درع الطائي
دعا الرئيس الأمريكي دوناد ترامب في آخر تصريح له إلى تذكُّر الله، فقال: (أنا أؤمن حقا بأنه لا يمكنكم أن تكونوا سعداء بدون الدين، بدون ذلك الإيمان، دعونا نعيد إحياء الدين، دعونا نعيد تذكر الله في حياتنا)، ويقول ترامب قوله هذا وهو ينثر تهديداته على الأقربين والأبعدين على حد سواء، ويصدر قراراته التنفيذية من غير اعتبار للعلاقات الدولية المتوازنة التي تحترم الآخر، وتمنع التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وهو أبعد ما يكون عن تذكُّر الله.
إنه يعمل على تهجير الفلسطينيين من غزة، بعد كل ما أصابهم جراء حرب ظالمة استمرت لأكثر من عام وخمسة أشهر، ويعمل على فرض وجودهم في دول أخرى، وتلك الدول تعلن جهرا عن رفضها المطلق لتهجيرهم، وهو لا يذكر الله، وهو يعمل على سيطرة أمريكا على غزة، وهو لا يذكر الله، وهو يهدّد كندا ويعمل على ضمها إلى أمريكا لتكون الولاية الحادية والخمسين، وهو لا يذكر الله، وهو يعلن عن رغبته في السيطرة على جرينلاند عبر شرائها، ويهدد بفرض رسوم جمركية على الدنمارك إن هي قاومت عرضه لشرائها، وهو لا يذكر الله، وهو يتطلع إلى السيطرة على (قناة بنما) ويجعلها (قناة أمريكا)، وهو لا يذكر الله، وهو يعمل على جعل (خليج المكسيك) أمريكيا ليكون اسمه (خليج أمريكا)، وهو لا يذكر الله، وهو يعمل على فرض رسوم جمركية عالية جديدة على الواردات المكسيكية والكندية والصينية، وكل هذه الدول تعلن معارضتها الشديدة لهذه الرسوم المجحفة، وتتعهد باتخاذ إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها، وهو لا يذكر الله، وهو يطلب من دول حلف شمال الأطلسي زيادة إنفاقها على ميزانيتها الدفاعية بمقدار مرة ونصف أعلى من الميزانيات الحالية، وهو لا يذكر الله،
إن ترامب يدعو إلى تذكُّر الله وهو ينساه إن ترامب هو أبعد ما يكون عن الله، فكيف يدعو إلى تذكُّر الله، أيا ترامب إنها دعوة لك وليس دعوة للآخرين: اذكر الله.