إرتفاع إهتمام الأعمال البريطانية بالعراق عقب زيارة السوداني إلى لندن

جون ويلكس

يواصل العراق في عام 2025 تعافيه المستمر والثابت، مستندًا إلى استقرار أكبر وعائدات نفطية قوية وابتعاده عن الصراعات الإقليمية وتسريع عملية إعادة الإعمار. عدت إلى العراق في أوائل يناير كانون الثاني وكانت هذه زيارتي الأولى إلى بغداد منذ أن كنت السفير البريطاني لدى العراق بين عامي 2017 و2019. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد تحسنًا ملحوظًا في الأمن إلى جانب إعادة إعمار واضحة للعيان. لقد رأيت ذلك بنفسي، حيث إن العراقيين عازمون على إعادة بناء بلادهم بعد عقود من الديكتاتورية والصراع وهم ينجحون في ذلك. لا تزال هناك تحديات لكن العراق يسير في طريق التعافي وأرى أنه تعافٍ مستدام.

كانت زيارة دولة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى لندن بين 14 و16 كانون الثاني أكثر من مجرد احتفال بعصر جديد من العلاقات السياسية القوية وأكثر من مجرد فرصة للأعمال البريطانية لإعادة النظر في السوق العراقية (أجد أن من يفعل ذلك يكون سعيدًا بالمفاجآت الإيجابية). لقد أظهرت الزيارة قيادة السوداني لبرنامج تنموي اقتصادي ضخم، يشمل زيادة مشاركة الشركاء الدوليين والأصدقاء في المملكة المتحدة.

شركات بريطانية

خلال الزيارة، تم الاتفاق على مشاريع بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني مع الشركات البريطانية في مختلف القطاعات، بما في ذلك المياه والطاقة والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات والسكك الحديدية والبنية التحتية الدفاعية وإزالة الألغام والدفاع المدني وتقنيات الحدود.

وفي مجال التعليم، سيذهب 2000 طالب عراقي إلى المملكة المتحدة ضمن برنامج للمنح الدراسية الرسمية.

كما تواصل هيئة تمويل الصادرات البريطانية (UK Export Finance) دعمها القوي للمصدرين البريطانيين الراغبين في دخول السوق العراقية.

استضاف مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC)، الذي أعمل معه حاليًا كمستشار أول، حفل استقبال حافل تكريمًا لزيارة دولة رئيس الوزراء، حيث اجتمعت فيه الشركات البريطانية الراسخة في العراق، بالإضافة إلى الشركات التي أبدت اهتمامًا جديدًا بتطوير أعمالها هناك.

وبناءً على هذا الاهتمام المتزايد، نقوم بتنظيم مؤتمر في بغداد في 17 شباط تحت رعاية دولة رئيس الوزراء السوداني ومن المتوقع أن يكون هناك حضور قوي، مما يعكس نجاح زيارة دولة رئيس الوزراء والتحسن الذي شهدته الأوضاع في العراق خلال السنوات الأخيرة.

كما أن تخفيف نصائح السفر البريطانية إلى العراق، الذي تم الإعلان عنه قبيل الزيارة، يُعد خطوة مرحبًا بها وتشجيعًا للأعمال البريطانية. وقد دافع مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) عن هذه الخطوة وسنواصل العمل على تحقيق المزيد من التغييرات في كل من العراق والمملكة المتحدة لتسهيل الأعمال التجارية وتعزيز القطاع الخاص العراقي.

اوقات جيدة

العراق يستحق اقتصادًا حديثًا مزدهرًا يوفر المزيد من الوظائف والفرص لشعبه.

وقد كان مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) ملتزمًا بهذه الرؤية على مدار 15 عامًا، في الأوقات الجيدة والسيئة. لطالما كنا واثقين من أن العراق بمرور الوقت سيستعيد قوته وازدهاره، ونحن نشهد ذلك يحدث الآن. وسنبذل كل ما في وسعنا لدعم الشراكات التجارية والتعليمية البريطانية لتعزيز نمو العراق وتنميته. تُقدّر الصادرات البريطانية إلى العراق بحوالي مليار جنيه إسترليني سنويًا، مع زيادة تجاوزت 20٪.  ومع الاتفاقيات التي تم إبرامها خلال زيارة دولة رئيس الوزراء إلى جانب الاهتمام المتزايد للشركات البريطانية بالسوق العراقية، يمكننا توقع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي. يلعب مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) دورًا نشطًا في مساعدة الشركات البريطانية والدولية من خلال توفير المعرفة والخبرة والشبكات اللازمة.

كل من الحكومتين العراقية والبريطانية تدعمان هذا التوجه والأجواء بين المعنيين بالأمر إيجابية. نحن نتطلع لرؤيتكم في العراق.

 السفير البريطاني الأسبق إلى العراق