الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ترامب وخطاب الاستعلاء: إسرائيل الكبرى هو المشروع القادم

بواسطة azzaman

ترامب وخطاب الاستعلاء: إسرائيل الكبرى هو المشروع القادم

رشيد العجيل

 

يعود دونالد ترامب إلى ساحة الجدل بتصريحات تتجاوز الوقاحة السياسية إلى لغة التعالي والتعصب حين يتحدث عن ضرورة ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الأردن أو إلى أي مكان آخر بمساعدة "دول عربية ثرية"، متذرعا" بأن الحياة في غزة لم تعد تطاق بسبب الدمار وكأن هذا الدمار لم يكن نتيجة آلة الحرب الإسرائيلية التي دمرت الحجر والبشر وشردت الملايين على مدار عقود.

ترامب لا يتحدث عن إعادة إعمار غزة أو عن إنهاء الاحتلال بل يتحدث بمنطق السيد الذي يقرر مصير شعوبٍ بأكملها كأن الفلسطينيين مجرد مشكلة لوجستية يجب التخلص منها وكأن العرب خدمٌ ينبغي أن يدفعوا الثمن بينما إسرائيل التي ارتكبت المجازر وهجّرت السكان تستولي على الأرض وتحولها إلى "منطقة رائعة".

الترحيل.. تكريس لجرائم التطهير العرقي

إن ما يقترحه ترامب ليس إلا استمرارا" لنهج إسرائيل القديم في التهجير القسري وهو انتهاك صريح للقانون الدولي. فالتاريخ لم ينسَ كيف تم أجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم في نكبة 1948 ونكسة 1967. اليوم يتم تكرار السيناريو أمام أعين العالم بغطاء أمريكي كامل وبمشاركة بعض الأنظمة العربية التي تصمت أو تتعاون ضمنيا".

ما يقوله ترامب ليس زلة لسان بل يعكس مخططا" إسرائيليا" قيد التنفيذ منذ عقود يهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وتحويل فلسطين إلى مشروع استيطاني خالص.  هذه ليست مجرد خطابات شكلية بل هي سياسة تعتمد على القوة العسكرية والدعم الغربي والتواطؤ الإقليمي.

إسرائيل الكبرى.. المشروع القادم إن لم يتحرك العرب

من الواضح ان مشروع إسرائيل الكبرى لم يعد مجرد فكرة بل يتقدم على الأرض ومعه تتقلص مساحة فلسطين التاريخية يومًا بعد يوم. التهجير القسري من غزة اليوم إن تم، فلن يكون النهاية بل سيكون مقدمةً لتهجيرٍ أوسع قد يشمل الضفة الغربية وربما سيناريوهات أكثر خطرا" تمتد إلى الدول المجاورة.

والسؤال ماذا سيفعل العرب؟

إما الاتحاد بقرار سلمي قوي.. أو الانتظار حتى يأتي الدور عليهم

يملك العرب المال والقدرة السياسية والتأثير الدولي لكنهم مشتتون بين خلافات هامشية وعلاقات تطبيع خجولة وحسابات ضيقة لا تخدم إلا دولة اسرائيل. الحل أمام هذا المخطط واضح:

بدعم من الدول الصديقة التي ترفض سياسات التطهير العرقي والاحتلال. وحدة عربية حول موقف حازم سياسي واقتصادي

أولًا: يجب التوافق عربيا" على رفض التهجير القسري للفلسطينيين رفضا" قاطعا" ومنع تحويل القضية إلى أزمة إنسانية تبرر مشروع الاستعمار.

ثانيًا: استخدام الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة فالعالم اليوم لم يعد كما كان قبل عقود وهناك قوى دولية تستطيع مواجهة الغطرسة الأمريكية.

ثالثًا: استغلال الإعلام والتكنولوجيا لفضح هذه المخططات وكشف حقيقة السياسات العنصرية التي يتبناها ترامب دكتاتور العالم الجديد وحلفاؤه في إسرائيل الذين يسيطرون على القرارات الامريكية.

إذا لم يتحرك العرب بقرار موحد فإنهم لا يخسرون فلسطين فقط، بل يفتحون الباب أمام سيناريوهات أخطر قد تصل إلى عواصمهم نفسها. فمن يتصور أن مشروع إسرائيل الكبرى سيتوقف عند حدود فلسطين فهو لم يفهم التاريخ بعد كما هو واضح في لغة التخاطب والتعصب مع الوقاحة التي اعتمدها ترامب في أيام حكمه الأولى مع كل دول العالم.

 

 

 

 


مشاهدات 129
الكاتب رشيد العجيل
أضيف 2025/02/09 - 4:43 PM
آخر تحديث 2025/02/10 - 6:48 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 421 الشهر 5375 الكلي 10400746
الوقت الآن
الإثنين 2025/2/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير