ترامب يعود للشرق الأوسط محمّلاً بمشروع كسر التوازنات
واشنطن - مرسي ابو طوق
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الأسبوع الجاري، جولة تشمل السعودية وقطر والإمارات، حيث ستكون الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، بعد زيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس، فيما وصل وزير خارجية إيران عباس عراقجي امس، إلى المملكة العربية السعودية وقطر قبل جولة ترامب. وقال الخارجية الإيرانية في بيان أمس إن (عراقجي وصل أولا إلى الرياض للقاء مسؤولين سعوديين كبار وإجراء مباحثات معهم، ثم إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر الحوار العربي الإيراني). فيما افاد البيت الأبيض بإن (ترامب يتطلع إلى زيارة كل من السعودية والإمارات، وكذلك قطر ابتداءً من يوم 13 إلى 16 أيار الجاري. إلى ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية، إن قادة دول الخليج سيعقدون قمة مع ترامب، الذي سيطرح رؤية بلاده للانخراط في شؤون الشرق الأوسط، فضلاً عن إيضاح أولويات سياسته في المنطقة ذاتها. بينما كشف مسؤولون أمريكيون أن زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، من شأنها التركيز على القضايا الثنائية، ولاسيما الاستثمارات ومبيعات الأسلحة والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي. واعلن ترامب في وقت سابق، إنه سيكون هناك إعلان كبير قبل زيارته المرتقبة الشهر الجاري إلى الشرق الأوسط. وأضاف ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في البيت الأبيض (سيكون واحدا من أهم ما أعلن في السنوات الأخيرة في موضوع معيّن). وتوقع مراقبون، إن تحمل الزيارة ملفات سياسية وأمنية حساسة قد تُحدث تحولات بارزة في المشهد الإقليمي. ورجح مراقبون أمس إن (تشمل الزيارة إعلان أحد السيناريوهات المفصلية مثل الاعتراف بدولة فلسطين ضمن اتفاق إقليمي شامل يتضمن تطبيعاً عربياً كاملاً مقابل التزامات أمنية من إسرائيل بما يشبه نسخة متجددة من صفقة القرن مع احتمالات لمفاجآت غير مسبوقة)، وأشار المراقبون إلى (احتمال تفعيل الاتفاقيات الإبراهيمية وتوسيعها لتشمل دولاً جديدة وربطها بتحالف اقتصادي وأمني بغطاء أمريكي مباشر في مواجهة التهديد الإيراني، ولا يُستبعد أن ينقل ترامب المواجهة مع إيران إلى مرحلة الحسم من خلال إعلان تحالف ردع إقليمي تقوده واشنطن وتل أبيب بتمويل وتنسيق عربي مشترك في خطوة قد تضع طهران أمام معادلة حادة بين القبول أو الانهيار)، وأضافوا إن (خيار إعلان تحالف دفاعي جديد بقيادة واشنطن يضم إسرائيل ودولاً عربية ضد محور إيران بات مطروحاً بقوة إلى جانب إمكانية نقل إدارة الملف الإيراني إلى شركاء محليين أو حتى طرح مبادرة لإسقاط النظام الإيراني بدعم عربي مباشر، كما لم يُستبعد أن يتضمن الإعلان الاعتراف الرسمي بالخليج العربي لتكريس الدور الإقليمي للعرب في المنطقة)، مؤكدين إن (ترامب يدرك جيداً أن الشرق الأوسط لا يحتمل المناطق الرمادية، ويبدو أنه ماضٍ في اتجاه ترك بصمته الأقوى منذ اتفاقية سايكس بيكو مع توقعات بأن تحمل الأيام المقبلة قرارات تاريخية ستظل حاضرة لعقود).