البلد ديتفلش بإبرة
أحمد الأمين الجنابي
الاحد، الثامنة والنصف صباحاً بتوقيت بغداد وأنا في طريقي المزدحم إلى الجامعة يروي لي أحد سائقي التكسي موقفاً حدث معه سنة 1995 في نفس الشارع حيث كانت باصات النقل العام الكبيرة ذات الطابقين(الأمانة) تقل الناس الى أماكنهم المنشوده وكان هو من ضمن الركاب وإلى جانبه امرأة مسيحيه طاعنه في السن تُبادلهُ الحَديث عن الاوضاع الراهنه آن ذاك لتختصر له الحديث بجملة ألا وهي ( البلد ديتفلش بإبره) جملة قصيرة المبنى عَميقة المَعنى تَدُل على قرائة مستقبليه واسعة النِطاق لما سيحصل في هذا البلد من إنهيار مُتباطئ غير محسوس ولكن النتائج ستكون وخيمه ومُدمره وملموسة، تمنيت لو إنني الأن أستطيع أن ألتقي بهذه المرأة لأقول لها بأن الإبرة التي كانت تتحدث عنها قد فتحت طريقاً للمَدافِع وللسلاح (وفلشن ما فلشن) والمَدافع والسلاح قد فتحوا طريقاً للطائفية(وفلشت ما فلشت) والطائفية قد فتحت طريقاً للاستحواذ على العقول(وفلش ما فلش) والاستحواذ على العقول قد فتح طريقاً إلى الفساد(وفلش وما زال يفلش)….حجيتنه الغالية طلع مفعول الإبرة كبير….. إن بناء دولة متكاملة ومتوازنة يجب أن يقوم على أسس ثابتة موجهة ومُلمه بجميع المفاصل ولا تسمح حَتى بالأخطاء الصغيرة على حساب المصلحة العامة لأن الاخطاء الصغير والمستمرة تنتج خطأً كبيراً مُدمراً أما إذا كانت الدولة تسمح وتبيح وتُغطي على الأخطاء الكبيرة فلن ولن ولن تُبنى ولن تفلح.
# عودوا إلى الإبرة وانسجوا بِها كَفَناً للفساد كَي تُبنى الدولة بحقٍ وحقيقة