الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فؤاد مطر من النهار الى اليوم

بواسطة azzaman

فؤاد مطر من النهار الى اليوم

صحفي لبناني يوثق مسيرته في 17 مجلداً على مدى 55 عاماً

 

بيروت - الزمان

وثَّق الكاتب اللبناني البارز فؤاد مطر أحد كتَّاب الرأي في (الزمان) مقالاته وحواراته على مدى 55 عاماً (1968- 2023) بدءاً بصحيفة «النهار» اللبنانية كما أن مقالاته بين الفترتيْن كانت في صحيفة «الأهرام» ومجلة «المستقبل» في باريس ومجلة «التضامن» (التي أسسها في لندن) وصحيفة «الوطن» السعودية وصحيفة «الرأي العام» السودانية ومجلة «المجلة» الشقيقة الأسبوعية لصحيفة «الشرق الأوسط» وصحيفة «الجمهورية» العراقية وصحيفة «اللواء» اللبنانية فضلاً عن (الزمان) بطبعتها العراقية والدولية.

في الآتي تقديمه لما أنجزه:

في مَن جاوز نصف قرن من كتابة المقالة اليومية وكذلك الأسبوعية بدءاً في بيروت بصحيفة «النهار» اللبنانية الصامدة وتواصلاً وإستمراراً في لندن ﺒ «الشرق الأوسط» صحيفة العرب الدولية وبينهما منابر عربية ذات بصمات في المشهد الإعلامي العربي: «الأهرام» في مصر. ومجلة «المستقبل» في باريس. وصحيفة «الوطن» السعودية. وصحيفة «الجمهورية» العراقية. وصحيفة «الرأي العام» السودانية. ومجلة «المجلة» الشقيقة الأسبوعية لصحيفة «الشرق الأوسط».. هذا إلى تأسيس «التضامن» في لندن ذات هوية قومية تعتبر الإستقرار بالتفهم والإزدهار بالتفاهم هي «مجلة العرب من المحيط إلى الخليج»...

في مَن جاوز نصف القرن هذا وما زال القلم على حيويته لا ينضب مداده متفاعلاً بهمة من التحبير الملتزم بقضايا الأمة ومسيرة علاقات أقطارها المتنوعة بين الود للضرورة والمسايرة بحذر لتفادي الضرر والإستراتيجية القائمة على مبدأ الإحترام والكسب المتبادَل، إرتأى في لحظة من التأمل في ظروف عايش ميدانياً صولات وجولات وهزائم بعضها بين الأخ وأخيه والجار ومَن يجاور، كما بعضها مع وطن أمر واقع مستورَد بموجب وعْد منقوص الأصول إستبدالاً للوطن الأصل...

إن من جاوز نصف القرن المشار إليه وما أحدثتْه عواصف الإستغضاب ونوازل الإحتراب وزلازل التدخل الأجنبي بذرائع الحرص المزيف على الصديق الحليف، رأى أن يبادر إلى توثيق هذه المقالات قبْل أن يأتي إصفرار الورق على الكلمات ولا تعود الذاكرة بالحيوية التي تجعل إستعادة كلام كُتب عن أحداث بالغة الأهمية على درجة من الإحراج للذاكرة.

وإنتهى التفكير بعد التأمل إلى توثيق هذه المقالات بدءاً من العام 1968 وختاماً بالعام 2023 في مجلدات روعي فيها الملمح الفني والتجليد اللائق بهذه المجلدات التي مضى على محتواها قرابة نصف قرن من الزمن وتوزعت بمعدل بين 400 و600 صفحة لكل مجلد ولكل من هذه المجلدات محتويات كل مجلد عنواناً للمقالة وتعريفاً بمضمونها وتاريخ نشْرها. ولقد إرتأيتُ في ضوء إستعادة قراءة ما حبَّرتْه من مقالات على مدى قرابة نصف قرن أن يندرج هذا العمل التأليفي على عنوان له يعكس الفكرة والمضمون، فكان «لعبة الغالب والمغلوب بين العرب.. وإيران.. والغرب»، مع توضيح لهذا العنوان والمراد منه على النحو الآتي:

عندما يعالج كاتب مثل حالي تداعيات الأوضاع العربية الراهنة وكيف أن ظاهرة التفكك في العلاقة بين بعض أهل الحُكْم وشعوب الدولة المحكومة من هؤلاء البعض، باتت إحدى سمات الهوية العربية، فلأنه عايش كصحافي أحداث الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وما تلاها وتنوعت المعايشة بين التغطية الصحافية الميدانية شملت دول الحروب والصراعات وبين رفْد المكتبة العربية بدراسات ومؤلفات بعضها من النوع الموسوعي التوثيقي بلغت حتى الآن ستة وثلاثين مؤلَّفاً، وبالتالي فإنه يستطيع أن يقارن بين حال مضى وحال تلا، وفي خاطره قول الشاعر «رب يوم بكيتُ فيه فلَّما... صرتُ في غيره بكيتُ عليه». ومِن هنا يأتي إستحضار معظم ما سبق أن كتبه في محطات العمل الصحافي وراوحت الكتابة بين وجهات نظر ضِمن مقالات وتحليلات حفلت بها سنوات نصف قرن من الأحداث التي لبعضها صفة الأهوال. أما لماذا الإستحضار فلكي تقف أجيال الحاضر على ما حدَث في زمن مضى فلا تظن أن هذا التنافر الذي تعيشه لم يحدُث مثيله مِن قبْل، وأن الصراعات التي تحدُث لم يسبق أن حدثت في عقود مضت. فما تعيشه أجيال الحاضر من أهوال، قاسى من أهوال مماثلة لها جيل آبائهم ومِن قبْلهم جيل أجدادهم وكانت المعاناة في بعض السنوات أشد من المعاناة في ما تلاها من سنوات... وربما في ضوء ما تعيشه الأمة ستكون المعاناة حالة لا شفاء للنفس العربية منها.

لكن ثمة ظاهرة لم تكن في الماضي بالبشاعة التي هي عليها في آخر سنوات القرن العشرين، وهي ظاهرة الإنتقام والترهيب والعمليات الإنتحارية والإستسلام أمام مغريات السُلطة وقلة الولاء للوطن. وإلى هذه المفردات نضوب شمائل الإلفة والنخوة وإحترام الآخر، وبدلاً من حُسْن التخاطب إعتماد مفردات في التخاطب تفتقد إلى التأدب.

احتراف داخلي

لقد أُتيح لي كصحافي أن أجوب العالم العربي مع تركيز على دول عصفت بها الأزمات الداخلية والإحتراب الداخلي والخارجي. وبعد كل تغطية ميدانية في هذا البلد العربي أو ذاك كنتُ أحتفظ من المعلومات بما يفيد في كتابة تحليل موقف أو تسجيل وجهة نظر أو إعداد دراسة. وعندما إرتأيتُ إستحضار ما سبق وكتبْتُه رأيتُ في إعادة نشْر المتيسر في الأرشيف الشخصي من تلك التحليلات ما يمكن أن يضيء بعض الشعاع للقارىء في الزمن الحالي، حيث ليس فقط لم تتأكد له حقيقة مقولة «التاريخ يعيد نفسه» وإنما الحقيقة الأهم وهي أن حكاماً كثيرين لم يعتبروا بالذي حدثَ لغيرهم في زمن مضى وبذلك يمْكنهم تصحيح أخطاء إقترفوها وتعديل أسلوب حُكْم ليس موضع الرضى الكافي من جانب الشعب، ثم نراهم وقد أمعنوا إقترافاً وعناداً وطمعاً مع أن القول الطيِّب «لا يغيِّر الله ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم» هو خير وصفة لمَن هم مبتلون بما في داخل نفوسهم من أخطاء بعضها يكتسب صفة الخطايا. بل إن هواجس الإنتقام إستفحلت عند زعامات وصل رموزها بفعل فاعلين إلى قمة السُلطة لكن لمجرد وصولهم نأى البعض منهم عن التسامح وواصلوا التمثيل بتاريخ السابقين الذين باتوا في رحاب رب العالمين، مع أن التعقل يفيد عند التأمل في الآية الكريمة ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ وفي قول الرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم): «ألا أدلُّكم على ما يرفع الله به الدرجات؟» قالوا: نعم. قال: « تحلُم على مَن جَهَل عليك، وتعفو عمَّن ظَلمَك، وتعطي مَن حرمَك، وتصلُ مَن قطَعك» وفي قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه» أوْلى الناس بالعفو أقدَرُهم على العقوبة». وإذا كان حكام عرب ومسلمون لا يتأملون في كلام الله ورسوله ويعملون بموجبه فمَن هم إذاً الذين سيتأملون ويعملون. لكأنني بالهندوسي المهاتما غاندي القائل « إذا قابلتَ الإساءة بالإساءة، فمتى تنتهي الإساءة؟» وبتلميذه البانديت نهرو القائل « النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح» هما أكثر مِن الحاكم العربي المسلم الحالي (بعض الحكام ولا داعي للتسميات) في موضوع التسامح وعدم التمثيل بهيبة الذين باتوا في ذمة الله، وكذلك من خلال النصح شعراً من الضرير المبصر صاحب «رسالة الغفران واللزوميات»: «لا تظلموا الموتى وإن طال المدى... إني أخافُ عليكمُ أن تلتقوا».يبقى التوضيح بأن هذا العمل التأليفي عبارة عن مجلدات تندرج تحت عنوان رئيسي هو: لعبة الغالب والمغلوب بين العرب.. وإيران.. والغرب». ولكل مجلَّد عنوان فرعي يوضح إسم المطبوعة التي نُشرت فيها وجهات النظر أو التحليلات أو المقالات. وتشمل المجلدات المتفاوتة الأجزاء وحسب التسلسل الزمني:

صحيفة «النهار». لبنان (مجلدان): الأول - المقابلات والتقارير (1968 - 1975).

الثاني – مقالات (1971 - 1978)

 مجلة «المستقبل». باريس ومنابر عربية («الأهرام»• «الوطن»• «الرأي العام»• «المجلة»• «الجمهورية») (مجلد واحد) - (1975-2007)

مجلة «التضامن». لندن (3 مجلدات): الأول (1983- 1986) الثاني (1987 – 1991) الثالث – مقابلات (1983 – 1991)«الشرق الأوسط». لندن (5 مجلدات): الأول (1994 - 2000) الثاني (2001 - 2005)

الثالث (2006 - 2012) الرابع (2013 - 2019) الخامس (2020 - 2023)

صحيفة «اللواء». بيروت (6 مجلدات): الأول (1999 - 2002) الثاني (2003 - 2004)

الثالث (2005 - 2006) الرابع (2007 - 2008) الخامس (2009 - 2010) السادس (2011 - 2017)

الإهداءات:

وبالنسبة إلى العمل التأليفي فإن خير ما يمكن أن يسجله الصحافي والكاتب وهو يجمع مئات المقالات والتحليلات التي نشَرها في مطبوعات من صحف ومجلات في بيروت والقاهرة وبغداد والخرطوم وباريس ولندن ويُصدرها في مجلدات، هو إهداء العمل إلى الذين لهم في ذاكرته ووجدانه مواقف شاركت في مجملها في رسْم خارطة مسارات الحُكْم طوال سنوات تربُّعهم في قمة السُلطة.  وكانت موجبات الإهداء في مطلع هذا العمل التوثيقي على النحو الآتي:

إلى ذكرى تسعة عشر كوكباً من أهل القمة في الأمتيْن العربية والإسلامية كان لكل منهم دوره في خارطة مسارات الحُكْم وصناعة القرار التاريخي خلال حقبة عربية – إسلامية- دولية. وكانوا بفعل صداقتي بهم ولقاءاتي معهم، مع حِفْظ المقامات وإلتزامي بأصول التعاطي بين صحافي يحترم مبدأ «المجالس بالأمانات» وقاعدة «للعِلْم والتنوير وليس للنشر»، مصدر معرفة رحبة للكثير من صراعات شابت العمل العربي وإنعكست على مستقبل الأمة.

وهؤلاء الذين أُهدي إلى ذكراهم رحمة الله عليهم هذه المجلدات ذات العنوان: لعبة الغالب والمغلوب بين العرب.. وإيران.. والغرب هم: «الرئيس جمال عبد الناصر• الملك عبدالله بن عبد العزيز• الإمام آية الله الخميني• الملك فهد بن عبد العزيز• الرئيس أنور السادات• الملك حسين بن طلال• الرئيس معمَّر القذَّافي• الرئيس صدَّام حسين• الملك الحسن الثاني• الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح• الرئيس جعفر نميري • الرئيس هواري بومدْين• الرئيس الشاذلي بن جديد • الرئيس حسني مبارك• الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة • الرئيس ياسر عرفات• الرئيس حافظ الأسد• الشيخ صباح الأحمد• الرئيس بشارة الخوري.. طيَّب الله ثراهم. هؤلاء القادة كان لكل منهم دور أداه على مدى سنوات التربع على قمة السُلطة ولقد واكبتُ مسيرة سنوات حُكْمهم وربطتْني بالبعض منهم بحُكْم العمل الصحافي أجواء ثقة وبالبعض أواصر صداقة لم أتجاوز فيها الحدود وبذلك بقيت الثقة قائمة والعلاقة لم تتأثر.

كما أن الإهداء واجب إلى أرواح زملاء وقامات في رحاب صاحبة الجلالة السُلطة الرابعة كانت مؤسساتهم الصحافية المنبر الرحب لمقالاتي وحواراتي التي تم توثيقها في المجلدات السبعة عشر من العام 1968 إلى العام 2023، مع ملاحظة أن الكتابة مستمرة والحمدلله رب العالمين مانح العزيمة وصائن الذاكرة. وهؤلاء الزملاء هم: غسان تويني • محمد حسنين هيكل • نبيل خوري • الأمير أحمد بن سلمان • علي حمدي الجمال • عبدالغني سلام. والحمدالله أولاً ودائماً.

وإلى الإهداء الترحمي على الزملاء القامات التوضيح بأن بداية إهداء المسيرة الصحافية العملية خطوة تليها خطوة... فخطوات كانت من صحيفة «النهار» إلى جانب ناشرها الأستاذ غسان تويني إستُكملت لمدة سنة ونتيجة للحرب اللبنانية في باريس حيث تم إصدار طبعة دولية من الصحيفة بتسمية «النهار العربي والدولي» وبرئاسة تحرير ثلاثية (غسان تويني. فؤاد مطر. الياس الديري) تلتها لمدة ثمانية عشر شهراً في باريس واحداً من كتَّاب مجلة «المستقبل» التي أنشأها الأستاذ نبيل خوري. ثم بعد ذلك في لندن ناشراً ومترئساً تحرير مجلة «التضامن» أسبوعية سياسية بملحق إقتصادي بالتعاون مع صحيفة «فايننشال تايمس» وتعاون فكري ونشْر كتب مع جامعة «كمبردج». وبعد عشر سنين ونتيجة ظروف نشأت عن الحرب على العراق بسبب إحتلال الكويت، كانت صحيفة «الشرق الأوسط» وبلفتة من مرجعها الأمير أحمد بن سلمان زادها تعزيزاً الأمير الدكتور فيصل بن سلمان، المنبر الذي من خلاله بدأت الحقبة الأطول في إنصرافي إلى كتابة مقالة للصحيفة إلى جانب إعداد الأبحاث وتأليف ما تيسر من الكتب. وإلى جانب «الشرق الأوسط» كانت صحيفة «اللواء» اللبنانية لصاحبها العميد عبدالغني سلام ورئيس تحريرها الأستاذ صلاح سلام المنبر الذي نشر مقالاتي على مدى سنوات بعدما إستقر بي المقام في بيروت. كما هنالك كتابات في منابر «الأهرام» في مصر و»السياسة» و»الرأي العام» في الكويت، و»الوطن» في السعودية و»الجمهورية» في العراق و»المجلة» في لندن.

عسى ولعل تشكِّل هذه المجلدات بما تحويه ما أصبو إليه من خلال هذه الإضافة الجديدة إلى مؤلفاتي، وهو إلقاء الضوء على حقبة عاصفة كان الزعماء العرب ومعهم قادة إيران الخمينية - الخامنئية في مراحل بالغة الحساسية فيها أسرى لعبة الغالب والمغلوب مع زعماء في المجتمع الدولي. وكانت القضية العربية بشقيْها الإستقلالي والفلسطيني هي محور اللعبة... وهي التي تدفع الثمن حتى الآن.

كذلك يهمني التوضيح بأن قادة وسياسيين وزعماء أحزاب ومقامات دينية مِن بين الذين تمحورت كتاباتي عنهم باتوا في ذمة الله وفاةً بعد مرض أو بفعل إنقلاب لا يخلو القائمون به من تحفظات أنهى حياة البعض إعداماً ورمْي بعض آخر في السجن.. وتلك في أية حال شبه وفاة. غفر الله للباقين ورحمة الله على الراحلين.


مشاهدات 58
أضيف 2025/02/01 - 12:21 AM
آخر تحديث 2025/02/01 - 6:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 130 الشهر 130 الكلي 10295501
الوقت الآن
السبت 2025/2/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير