إتفاق حماس إسرائيل.. غموض التفاصيل
خالد الدبوني
ساعات قليلة ويدخل إتفاق الهدنة في غزة حيز التنفيذ (اذا لم تحدث مفاجآت اللحظة الأخيرة ) وإذا ما أستعرضنا الإتفاقية المزمع تفعيلّها فإننا سنلاحظ وكأنها مثل (الجبنة سويسرية ) المليئة بالثغرات!
ربما تكون المرحلة الاولى واضحة المعالم والتفاصيل ولكن عندما نأتي الى المرحلة الثانية والثالثة فسنجد الشيطان يكمن في التفاصيل و سنلاحظ بإنها عبارة عن ساحة مليئة بالألغام !. المرحلة الثانية تتضمن المساعدات والتساؤل البديهي هو على أي جهة تقع مسؤولية أستلامها و توزيعها ؟
بالتأكيد لن يثق المانحين ولا المجتمع الدولي ولا الإتحاد الأوربي بمنظمة حماس في هذه الجزئية وبالتالي الجميع سيرغب بالعودة الى الحكومة الفلسطينية والتي تمثل الشرعية الكاملة للشعب الفلسطيني واذا ما عدنا الى الحكومة المحلية في غزة فسيكون السؤال الاهم هو من يمتلك السلطة التنفيذية هناك بعد إنتهاء هذه الحرب .
يبدو ان المشهد القادم اثناء الهدنة لن يكون لحماس دور فيه ، وأغلب الأطراف لن تقبل بوجودها ، فمصر بدأت تدّرب عناصر من السلطة الفلسطينية على العمل في معبر رفح وحسب إتفاق المعابر عام 2005 بين مصر ،الاتحاد الاوربي ومنظمة التحرير .
اختفاء حماس من المشهد السياسي واعطاء منظمة التحرير الدور الرئيسي في ادارة هذه الهدنة هو الحل الوحيد الذي سيمنع الاحتلال من كل الخداع الصهيوني.وبذلك سيكتمل تغيير موازين القوى في المنطقة بعد جنوب لبنان وسوريا .
الجزئية الأخرى في المراحل المتقدمة هي الأسرى الفلسطينيين المؤمل تبديلهم ، أعدادهم و أسمائهم وألية اختيارهم، اضافة الى الية انسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع وخصوصا (فيلاديفي ) وحديث المتطرفين في الحكومة وتهديدهم لنتينياهو بالإنسحاب من حكومته اذا ما أنسحب الجيش من غزة !
أخيرا هذه الكارثة الانسانية والمتضمنة الكثير والكثير من التحديّات السياسية،الاجتماعية واللوجستية تحتاج الى جهود جبّارة تقع على عاتق الجهة التي ستتّولى إدارة قطاع غزة للتعامل مع كل هذه التحديات .
وبالتالي على المجتمع الدولي والدول العربية ان تسارع الى إتخاذ كل ما يلزم لضمان إعادة الحياة لاهل غزة .