الخارجية تتحرّك لإنقاذ المتدرّبين في أثينا دون إستجابة
خبير: طلبة عراقيون يواجهون المجهول في أكاديمية الخليج للطيران
بغداد - قصي منذر
كشف استشاري الطيران فارس الجواري، عن تطورات وصفها بالخطيرة تتعلق بمحنة الطلبة العراقيين، الذين التحقوا بأكاديمية الخليج للطيران في اليونان، مؤكدا إن هؤلاء الطلبة دفعوا مبالغ كبيرة تصل إلى 40 ألف دولار لتغطية تكاليف التدريب، إلا أن الأكاديمية لم تلتزم بواجباتها في استكمال ساعات تدريبهم، وسط اتهامات بالتهديد وسوء المعاملة من قِبل إدارتها. وأوضح الجواري في بيان تلقته (الزمان) أمس أن (إدارة الأكاديمية لم تكتفِ بعدم توفير التدريب اللازم لهؤلاء الشباب، بل إن بعضهم، برغم بقائهم في الأكاديمية لأكثر من عام، لم يتمكنوا حتى من الصعود للطائرة لإجراء التدريبات العملية)، وأشار الى إن (المطالبات المستمرة للطلبة بحقوقهم، قوبلت بالتهديد والمعاملة غير العادلة، وفقاً لادعاءاتهم)، مؤكداً إن (ما يزيد الوضع تعقيداً، هو تجاهل إدارة الأكاديمية لمناشدات السفارة العراقية في أثينا، ورفضها الاجتماع معها كما ورد في كتاب رسمي صادر عن وزارة الخارجية العراقية، ما يثير علامات استفهام بشأن الوضع ويزيد من احتمالية صحة الادعاءات التي أدلى بها الطلبة)، داعيا الى (التدخل والتحقق من هذه القضية، والعمل على كشف الحقائق ومحاسبة الأكاديمية إذا ثبتت صحة الادعاءات)، مشدداً على أن (هؤلاء الشباب هم أمانة في أعناق المسؤولين، ويجب إنقاذ مستقبلهم وحمايتهم من الاستغلال)، ودعا الى (وضع إجراءات تشريعية وقانونية تضمن حماية الطلبة العراقيين الراغبين في دراسة الطيران مستقبلاً، وذلك عبر إدراج فقرة خاصة ضمن قانون سلطة الطيران المدني العراقي الجديد، المعروض حالياً أمام مجلس النواب)، ولفت الى ان (نشر ثقافة الطيران بين أوساط المجتمع، ووضع ضوابط واضحة لحماية الطلبة من الوقوع في مثل هذه المشكلات، يعد أمراً ضرورياً لتطوير قطاع الطيران المدني في العراق ومنع تكرار هذه الإخفاقات)، وتابع ان (مراجعة قانون الطيران المدني العراقي الجديد أصبحت ضرورة ملحة لإنقاذ قطاع الطيران من أزماته المتكررة وضمان مستقبل أفضل لشبابنا ومؤسساتنا). وردت وزارة الخارجية، على طلب المناشدة بشأن الطلبة والمقدم من النائب زهير شهيد الفتلاوي. واطلعت (الزمان) على وثيقة مذيلة بتوقيع عن ممثل الدائرة القنصلية شبل ليث الواعظ جاء فيها (اعلمتنا سفارتنا في اثينا بإن اكاديمية الخليج للطيران قد سجلت عليها مؤاخذات وملاحظات كثيرة من قبل البعثة، كونها تعاني من نقص في الطائرات، بالاضافة الى تلكؤها في تمديد اقامة الطلبة العراقيين المسجلين فيها)، وأضافت ان (البعثة حاولت مرارا وتكرارا التواصل مع ادارة الاكاديمية لغرض عقد لقاء لمناقشة أوضاع الطلبة العراقيين الا انها لم تستجب لذلك). إلى ذلك، قال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، إن الحكومة تسعى الحكومة لرفع الحظر الجوي المفروض على أجوائها من قبل الدول الأوربية. وقال في تصريح أمس انه (تم تشكيل لجنة متخصصة تتابع هذا الملف بشكل دقيق، كما تم التعاقد مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا لتقديم الدعم اللازم والحصول على الشهادات الدولية المطلوبة)، وتابع ان (الحكومة تعمل جاهدة لرفع الحظر الجوي المفروض على أجوائها من قبل الدول الأوربية، وتعتمد بذلك على خطوتين رئيسيتين، الأولى معالجة جميع الملاحظات التي أثيرت من قبل الجهات الأوربية، التي تمثل مرحلة متقدمة في عملية رفع الحظر، والثانية الحصول على تي سي أو وهي شهادة دولية تؤكد التزام الناقل الجوي بمعايير السلامة والأمن الجوي الدولية).
وأشار الى ان (الخطوط الجوية العراقية قد حققت تقدماً ملحوظاً في معالجة هذه الملاحظات، وقامت بتشخيص وتصحيح العديد من الأخطاء، وتنفيذ العديد من المتطلبات الفنية والإدارية التي طلبها الاتحاد الأوربي، ومنها تطوير نظام متكامل لإدارة السلامة، ونظام مراقبة أداء الطائرات، وتحسين نظام ضمان الجودة، وتحديث دلائل عمل الشركة، وتطبيق نظام الحقيبة الإلكترونية، والاستخدام الأمثل للأنظمة العالمية في مجال صيانة الطائرات، والتعاقد مع شركات أجنبية متخصصة لتقديم الخدمات الأرضية والشحن، واستقدام الملاكات المؤهلة من الطيارين والفنيين).