الهروب الى الفردوس الاوربي
ماهر نصرت
للأسف صار الكثير من الشباب العربي يحملون الكره والضغينة لبلدانهم ولدينهم الإسلامي بسبب ما تحمله مجتمعاتهم من حرمان وفوضى وتراجع في كل الأتجاهات .. لقد صار الرحيل الى دول أوربا الشغل الشاغل لأحلام وتطلعات شبابنا ، فوقف لديهم فكر الاستمرار والتطور واختفت وطنيتهم تجاه بلدانهم في اعماق ضمائرهم وهذا يعود بسببه الأول الى فساد سياسييهم وما يفرزه ذلك الفساد من انحطاط وتراجع حضاري لبلدانهم بل سقوطها ببطء كما يرى المراقبون لطالع مستقبل دولنا المعذبة فالسياسي او صاحب المنصب الفاسد لايقل ضرراً عن الارهابي الذي يفتك بالمجتمع ، أن المسيحية كما نعلم هي الدين الذي تنظم اليه اكثر تلك الشعوب المتنعمة بجمال الحياة وملذاتها في العالم الغربي فباتت أفكار شبابنا العربي مقفلة تجاه الوصول الى الفردوس الأوربي وراحت خططهم المستقبلية تتشكل بطريقة تساعدهم على الهروب من مجتمعاتهم الظالمة اللئيمة والالتحاق بتلك الشعوب المسالمة المتطورة على حد اعتقادهم كما يبحث السجين عن طريقة تساعده على الهرب خارج اسوار السجن لنيل حريته .
لقد وصل الامر عند البعض ان يذم دينه ويعظم شأن الاديان الاخرى وهو لايعلم على مايبدو ان دين الإسلام جاء معدلاً لباقي الاديان وأضاف الى عدالة التوارة والانجيل وغيرهما فيضاً جديداً من الايمان ومن ثم طاعة الخالق العظيم بشكل يتلائم مع تطور الشعوب وثقافاتها المتغيرة كما هبط الانجيل من السماء معدلاً لدين اليهود آنذاك ومضيفاً الى تعليمات التوراة مايخدم الانسان ويرتقّي بنظرته البدائية نحو الكون وخالقه العظيم فمشكلة التنظيم في شعوبنا ليست في ديننا الاسلامي بتاتا ففي هذا الدين كما نقرأ في كتاب القرآن مايدعو الى العدالة المطلقة والى الحب والتسامح والرأفة وارتقاء النفس وكل ما تأتي به الإنسانية من عوامل للخير والتآخي بين الناس ويكفي ان نجد في قراننا الحكيم الاية 34 من سورة فصلت التي جاء فيها ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ٌ ) فتلك الاية الكريمة كما ترون تدعو الى التسامح بشكلٍ صريح وواضح ونشر الخير للجميع ويدعوا القرآن كذلك الى طلب العلم والى الصناعة والمثابرة والبحث عن خفايا الوجود وبيان رحمة الخالق الواحد وفضله العظيم على الخلائق .. أن المشكلة الحقيقية في انحطاط بلداننا هو الفساد المستشري فيها وضياع ثرواتنا بالاضافة الى سوء التخطيط الذي يحيط بمجتمعاتنا وكل ما ينتج عنه من فوضى وبطالة وفقر ومشاكل اجتماعية ...
اننا نزداد ألماً عندما نجد شباب مجتمعاتنا يرحلون بافكارهم الفتية نحو العالم الغربي وخاصة اصحاب الشهادات منهم وينجرفون مع تياره الملطخ بالخلاعة والرذيلة ونقف نحن الإباء او أساتذة المدارس ومحطات الإذاعة عاجزون عن افهامهم وتوضيح مايخفى عليهم من حقائق لاصابتهم بالملل واليأس من وراء صعوبة العيش وعدم ثقتهم بمجتمعاتهم وتمردهم على واقعهم المضطرب على الدوام لسوء الوضع السياسي والامني والاقتصادي لبلداننا العاجزة عن مواكبة الحضارة البشرية المتقدمة ..... أن الفقر والحرمان هو آفة من آفات المجتمع تنخر العقول وترمي بأصحابها نحو الهاوية .