الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السياسة تفسد الملاعب

بواسطة azzaman

السياسة تفسد الملاعب

حسين الفاضل

 

الرياضة، وكرة القدم تحديداً، هي الملاذ الأخير الذي يجتمع فيه الجميع دون تمييز، الحقل النقي الذي يحتضن ألوان الطيف العراقي بكل تناقضاته، حيث تختفي الهويات الضيقة لصالح هدف أسمى «المحبة والسلام « ومع ذلك يبدو أن هذا الميثاق الأخلاقي مهدد تحت وطأة التدخلات السياسية التي تسعى لاختطاف هذا المجال وتحويله إلى ساحة للترويج والنفوذ.

ما حدث في ملعب الزوراء خلال مباراة الزوراء والنفط، بحضور رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، هو تجسيد حي لهذا التدخل غير المقبول ، أصوات الجماهير التي هتفت باسمه وكأنه صاحب الإنجازات العظيمة والرفاهية التي تغمر الشعب العراقي، ليست إلا صدىً لمشهدٍ عبثي يتكرر كلما حاول السياسيون استغلال الرياضة لتحقيق مكاسب شخصية.

الزوراء، النادي ذو القاعدة الجماهيرية الأكبر، هو رمز رياضي يملأ القلوب بالفخر، لا منصة للمديح السياسي ،حضور المسؤولين للمباريات يجب أن يكون فعلاً عادياً، دون شعارات أو هتافات مدفوعة فالرياضة ليست مجالاً لاستئجار الأصوات أو تلميع الصورة بل هي ساحة للمتعة والمنافسة الشريفة التي تعزز الأخلاق وتبني جسور المحبة.

إن دخول السياسيين إلى الملاعب ومحاولتهم كسب ود الجماهير تحت عباءة الرياضة لا يهدد كرة القدم وحدها بل ينذر بتمزيق القيم الأولمبية وتحويل الرياضة إلى أداة للتفرقة بدل أن تكون رمزاً للوحدة هذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام فترك الحبل على الغارب سيؤدي إلى انهيار الميثاق الرياضي الذي ينادي بالمحبة والسلام.

ما نحتاجه اليوم هو موقف حازم من الجهات الرياضية والجماهير، للحفاظ على الملاعب كمساحات خالصة للرياضة بعيدة عن تجاذبات السياسة ومآربها يجب أن نعيد للرياضة مكانتها كحقل نظيف ينتمي إليه الجميع، حيث ينحني السياسيون أمام عظمتها، لا أن تنحني هي أمام مصالحهم.

لنحافظ على كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى، من عبث السياسة وأياديها الممتدة، ولندافع عن الملعب كمكان يجمع الأبطال، لا المنصات الدعائية.

 

 

 


مشاهدات 30
الكاتب حسين الفاضل
أضيف 2025/01/20 - 4:12 PM
آخر تحديث 2025/01/21 - 1:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 49 الشهر 9483 الكلي 10199448
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/1/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير