الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ووالد وما ولد

بواسطة azzaman

ووالد وما ولد

محمد المعموري

 

لقد أَغرقتنا الاحداث  السياسية فاصبحنا  نتحدث وننظر في السياسة  وفق منظور  كل من اجتهد ، حتى  اننا اصبحنا لا نقرأ ولا نرى  في الصحافة المقروءة  والمرئية عن ما يتحدى اجيالنا من تحديات خطيرة «الا ما ندر «  وقد عززتها  منصات التواصل الاجتماعي رغم اننا   نعي ما  صارت  عليه  تلك التكنلوجيا من حجم   تأثير سلبي     على حياة اطفالنا وابنائنا بل اصبحت عاملا اساسيا في تفكيك العوائل ومع ادراكنا لخطورتها على المجتمع الا اننا لم نجد السبل لإيقاف تأثيرها  حتى     اصبحت تتطور لتكون جزء من حياتنا، و اعتقد من  الواجب  ان نرجع خطوة لنواجه تلك التكنلوجيا من خلال   بناء ( الثقافة اجتماعية )  لتوعية شبابنا والحفاظ على عوائلنا من تشتت قد لا يحمد عقباه    .

لقد اصبح شبابنا يتجاهلون  النصيحة بل انهم يجزمون انهم يعلمون ويدركون مالم يدركه ابائهم وهم من يتخطوا  كل الحواجز الاجتماعية لكي يحققوا ما يدور في خاطرهم وان كانت نتائجه انهم يسلكون طريقا اوله فشل واخره ندم .

كل هذا وذاك يضعنا امام مسؤولية  ما  يجب القيام به اتجاه هذا الجيل الذي «ندعي» انه جيل  ذكي ويجب ان لا نتعامل معه كما تعامل معنا ابائنا وان التكنلوجيا اعطت له بعد ثقافي  واصبح يطلع اكثر من الاجيال السابقة ، وهنا يجب ان نتوقف لكي نبين نقطة جوهرية وهي ان الاجيال التي سبقتنا هي من اعطتنا قاعدة المعلومات واسهمت بفتح باب العلم حتى اننا اعتمدنا على تلك المعلومات للانطلاق الى عالم العلم والثقافة فمن يتبجح بالعلم فعليه ان يقرأ لابن الهيثم والرازي ومن يتباهى بالأدب عليه ان يقرأ لجرير والمتنبي والسياب والجواهري ومن يعتقد ان له باع في الفن فعليه ان يرى اعمال بيكاسو وزها حديد في الاعمار والتصميم  ومن يعتقد انه هو مفكر ويستطيع ان يحلل فهناك افلاطون وارسطو وعلي الوردي و.... ، لذلك فان ما استطيع ان اقوله هنا ان جميع الاجيال جاءت لتكون المساهمة في اثراء  هذا الجيل من علم وثقافة وادب  والاهم ان تلك الاجيال كانت تمتلك ( الثقافة  الاجتماعية)  ولها اذان تسمع بها قبل ان تستخدم لسانها او ترى بعينها لان الاذن هي وحدها من تجعل العقل في افق اوسع وانها قبل النظر في تثقيف الذات ، وهنا اقصد ان الثقافة الاجتماعية والتقاليد يجب ان لا نتركها للذهاب الى ثقافة منصات التواصل الاجتماعي فلا نطيق نصيحة اب او توجيه معلم بحجة ان هذا الجيل يختلف عن جيلكم  .

 

لذلك أُذكر  ومن واجبنا جميعا ان نُذكر بالقران فهو الكتاب الذي اكتملت به صورة كل شيء ومنها ثقافة المجتمع ، ولذلك خاطبنا الله « فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين « وحثنا الله سبحانه وتعالى على التمسك بالأخلاق وجعلنا نقرأ القران وكلما نقرأ  نجد ان الله سبحانه وتعالى يذكرنا بالنار كعذاب وبالجنة كرحمة وبين العذاب والرحمة فانه سبحانه وضع المغفرة ولا يستطيع احد ان يكون خارج هذه الحدود الا الاشقياء ، وعليه فان النصح والتوجيه الذي جاء بالقران الكريم وما ذكر من احوال وقصص القوم الذين سبقونا جعلنا ندرك ان للحياة حدود تتحدد بسلوكيات الفرد داخل المجتمع ومنها فان  تهذبت الاخلاق من خلال «فذكر « ، وهكذا كان الالتزام بمعايير تتجنب بها المعاصي لتجنب التهلكة ودخول النار .

وعودة على ذي بدأ فأننا نرى ان بعض الشباب يفقد حلقة الوصل بينهم وبين اباهم فيفقدون  بذلك بوصلتهم التي توجههم نحو الطريق الصيح ، ومن منا لم يلاحظ سلوك بعض الشباب سواء كان  في الشارع او الجامعة او الوظيفة وبتصرفهم  يتصرف داخل بيته ، كل هذا وذاك سيجعل المجتمع يذهب نحو مجهول مالم نبدأ اولا بالقضاء على الامية وثانيا التعليم والذي يجب ان يكون ملزم لكل مواطن ، لاننا لو ثقفنا اجيالنا بثقافة القراءة وارشدناهم نحو قراءة الكتب سيتكون لدينا جيل بعيدا عن جيل التك  توك .


مشاهدات 26
الكاتب محمد المعموري
أضيف 2025/01/20 - 3:17 PM
آخر تحديث 2025/01/21 - 1:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 50 الشهر 9484 الكلي 10199449
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/1/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير