الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التهافت على‭ ‬الوظيفة‭   ‬

بواسطة azzaman

التهافت على‭ ‬الوظيفة‭   ‬

سلامة الصالحي

يقول‭ ‬آدم‭ ‬سميث‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬ثروة‭ ‬الأمم،‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬وتوزيع‭ ‬الحلقات‭ ‬الانتاجية‭ ‬وتجزئتها‭ ‬هي‭ ‬الثروة‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الشعوب‭ ‬وتبنيها‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬مستقبلها‭ ‬ولم‭ ‬يخطر‭ ‬ببال‭ ‬آدم‭ ‬سميث‭ ‬ان‭ ‬شعبا‭ ‬ما‭ ‬سيبحث‭ ‬عن‭ ‬البطالة‭ ‬المقنعة‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الوظيفة‭ ‬مقابل‭ ‬مال‭ ‬تدفعه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬ستنفذ‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما،‭ ‬دون‭ ‬التفكير‭ ‬بالبدائل‭. ‬

الفوضى‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بعد‭ ‬‮٢٠٠٣‬‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬خاطئة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التوظيف‭ ‬العشوائي،‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬مضى‭ ‬عليها‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬الاحتيال‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬للوظيفة‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬مختلفة،‭ ‬التي‭ ‬لجأ‭ ‬لها‭ ‬الكثيرون‭ ‬بسبب‭ ‬صعود‭ ‬سلم‭ ‬الرواتب‭ ‬وهم‭ ‬أمر‭ ‬دفع‭ ‬الكثيرين‭ ‬حتى‭ ‬الى‭ ‬دفع‭ ‬الرشى‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬تعيين‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭. ‬

‭ ‬وما‭ ‬نعرفه‭ ‬من‭ ‬فساد‭ ‬تفشى‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬قبل‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬إستسهال‭ ‬قبول‭ ‬وتعاطى‭ ‬الرشى،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬تراجع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلد‭. ‬

وغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬ادى‭ ‬الى‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭ ‬الى‭ ‬مدى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استيعابه‭ ‬فالحصول‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬بجرة‭ ‬قلم‭ ‬وتوقيع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المناصب‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تشترى‭ ‬وتباع‭ ‬ايضا‭ ‬جعل‭ ‬الوفرة‭ ‬المالية‭ ‬واضحة‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين‭. ‬

الثراء‭ ‬السريع‭ ‬والفاحش‭ ‬جعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬يرومون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬بالدولة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الراتب‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭ ‬بتعاطى‭ ‬الرشى‭ ‬مقابل‭ ‬أي‭ ‬خدمة‭ ‬بسيطة‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬الرشوة‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬بطاقة‭ ‬الهاتف‭ ‬والرصيد‭. ‬

الخطأ‭ ‬يجر‭ ‬الى‭ ‬أخطاء‭ ‬أكبر‭ ‬وهو‭ ‬تراجع‭ ‬الخدمات‭ ‬والذي‭ ‬يدفع‭ ‬ثمنه‭ ‬الفرد‭ ‬الذي‭ ‬نأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬لها‭ ‬قوانينها‭ ‬وتشريعاتها‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬متنفذين‭ ‬الى‭ ‬الفاشنستات‭ ‬المتباهيات‭ ‬بالعطايا‭ ‬والهدايا‭ ‬الثمينة‭ ‬الذين‭ ‬وصلوا‭ ‬الى‭ ‬حدود‭ ‬مخيفة‭ ‬من‭ ‬الثراء‭ ‬الغير‭ ‬مشروع‭. ‬

قصور‭ ‬كبيرة‭ ‬وسيارات‭ ‬حديثة‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬تهرأت‭ ‬بناها‭ ‬التحتية‭ ‬ووصلت‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬الصمود‭ ‬بوجه‭ ‬الطبيعة‭ ‬وتقلباتها‭. ‬

الارض‭ ‬الزراعية‭ ‬هجرها‭ ‬أهلها،‭ ‬الذين‭ ‬فضلوا‭ ‬المدن‭ ‬والسكن‭ ‬العشوائي‭ ‬بغرض‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظيفة‭ ‬والراتب‭.  ‬

المصانع‭ ‬اختفت‭ ‬والحرف‭ ‬والمهارات‭ ‬بدأت‭ ‬بالانقراض‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالعمالة‭ ‬الاجنبية‭.  ‬


مشاهدات 665
أضيف 2023/07/05 - 2:57 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:23 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير