حمد شابع تفك وحميّد شابع صيت
علي حربوش المسعودي
المثل الشعبي «حمد شابع تفك وحميد شابع صيت» يختصر مأساة العراقيين اليوم، حيث يعيش المواطن البسيط في دوامة الكدح والحرمان، فيما يتنعم أصحاب الصيت والواجهة بالراحة والامتيازات. العراقيون، من الفقراء والمهمشين، ومن الشرائح التي تحمل عبء الدولة كالجيش والحشد والكوادر، يواجهون يوميًا ضغط العمل وقسوة الحياة بلا حقوق حقيقية، وكأنهم خارج حسابات الدولة. الخدمات غائبة، والفرص معدومة، بينما تُستهلك أصواتهم في الانتخابات كأرقام لا أكثر، ثم يُتركون لمواجهة مصيرهم وحدهم.
في المقابل، هناك من يكتفي بالصيت، يملأ الشاشات بالتصريحات، ويعيش في امتيازات لا تنقطع. هؤلاء هم «حميد شابع صيت»، يكتفون بالواجهة الإعلامية والسمعة السياسية، بينما الواقع ينهار تحت أقدامهم. المفارقة قاسية: الشعب يكدح بلا مقابل، والسلطة ترتاح بلا مسؤولية. هذا التناقض يجعل المثل الشعبي عنوانًا سياسيًا واجتماعيًا يفضح حقيقة العلاقة بين من يعمل ومن يستفيد، بين من يضحّي ومن يكتفي بالواجهة.
اليوم، الكدح للعراقيين والراحة لأصحاب الصيت. الحقوق مسلوبة، والضغط حاضر، بينما الواجهة السياسية تعيش في عالم منفصل عن الناس. الإصلاح الحقيقي يبدأ حين يتحول الصيت إلى فعل، وحين يُعاد الاعتبار للحقوق المسلوبة، فلا يبقى «حمد» شابع تفك وحده، ولا «حميد» شابع صيت على حساب الآخرين.